في حوار حصري مع وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي"، كشف هانيبال، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، عددا من المعطيات بشأن اختطافه في سوريا وسجنه في لبنان، كما تحدث عن قضية موسى الصدر، الذي اختفى قبل عقود في ليبيا.
وخلال الأيام الماضية، أدى نزع عناصر من "حركة أمل" اللبنانية العلم الليبي من موقع انعقاد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في بيروت ورفض ليبيا لاحقا المشاركة، إلى نشوب أزمة في العلاقات بين البلدين.
وتعتبر "أمل" أن السلطات الليبية غير متعاونة بقضية رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى السابق، مؤسس الحركة، موسى الصدر.
وسلط التوتر الحاصل في العلاقة بين البلدين الضوء على مصير هانيبال القذافي، الذي سجن في لبنان منذ 2015، بعد اتهامه بإخفاء معلومات بشأن اختفاء الصدر.
ووافق هانبيال، للمرة الأولى منذ سجنه، على إجراء مقابلة حصرية مع وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء.
س: من اختطفك في سوريا وكيف؟
ج: تم اختطافي في سوريا من قبل عصابة مسلحة يوم 6 ديسمبر 2015. وبعدها، جرى نقلي بشكل غير قانوني من سوريا إلى محافظة البقاع في لبنان. استخدمت العصابة المنطقة المخصصة للجيش من أجل منع السوريين من تفتيشهم. احتجزت هناك لمدة أسبوع، حيث تعرضت للتعذيب الجسدي والعقلي في محاولة لإجباري على الإفصاح عن معلومات بشأن اختفاء موسى الصدر ومرافقيه، محمد يعقوب، الذي نسق ابنه عملية اختطافي، وعباس بدر الدين.
س: احتجزت في لبنان بسبب إخفاء معلومات بشأن قضية الصدر. هل جرت محاكمتك بشكل رسمي في هذه القضية؟ وهل تملك في الحقيقة معلومات بشأن اختفاء موسى الصدر ومرافقيه؟
ج: أنا محتجز في سجن المديرية العامة لأمن الدولة في لبنان. بعد وصولي إلى هناك، التقيت بالقاضي المكلف بقضية اختفاء موسى الصدر.
يمكن تلخيص القضية في النقاط التالية: في عام 1978، اختفى الصدر ومرافقيه خلال زيارة قاموا بها إلى ليبيا. في 1982، تمت إحالة القضية على مجلس القضاء اللبناني. في عام 2008، اتهم والدي، معمر القذافي، باختطاف موسى الصدر ورفاقه. اسمي ليس مذكورا في هذه المسألة نهائيا، لا كمشتبه به ولا كشاهد ولا كمتهم. تعرضت للاحتجاز فقط لأنني ابن معمر القذافي.
بعد أن أخبرت القاضي أنني لا أملك معلومات بشأن القضية، جرى اتهامي بإخفاء معلومات بشأن اختفاء الصدر، مع العلم أن عمري لم يكن يتجاوز العامين، حين حصل الاختفاء عام 1978.
س: هل زارك أولادك وزوجتك؟ أين هم الآن؟
ج: لا، لم يتمكنوا من زيارتي حتى الآن. أنا قلق عليهم كثيرا. إنهم غير آمنين في سوريا بسبب الأحداث التي تجري هناك، ولا يمكن لأحد أن يعتني بهم. إنهم في الحاجة الى والدهم.
س: كيف هي حالتك الصحية والعقلية الآن؟
ج: حالتي الصحية غير مرضية. أعاني من آلام في الصدر والظهر وقصور في الجهاز التنفسي، وكذلك بعض المشاكل الجلدية الناجمة عن قلة ضوء الشمس. كان أنفي مكسورا بسبب الضرب الذي تعرضت له أثناء عملية الخطف.
أود أن أشير إلى أنني أطلب من الأمم المتحدة إرسال فريق من الأطباء لزيارتي في السجن حتى يتمكنوا من التأكد رسميا من وضعي الحالي.
س: كيف تصف ظروف سجنك؟
ج: الظروف غير مقبولة نهائيا.. لا يسمح لي بالتواصل مع الإعلام. ويمنع كل من يزورني من دخول لبنان في المستقبل.
س: هل لديك أي خطط للمشاركة في السياسة بعد إطلاق سراحك؟
ج: من السابق لأوانه الحديث عن ذلك. لا أستطيع التفكير حاليا حول هذه المسألة أو اتخاذ أي قرارات.
أعتمد كثيرا على دور روسيا الكبير، كقوة عظمى، للتدخل في هذه المسألة. أشكر موسكو على جهودها الرامية إلى تسهيل إطلاق سراحي.