أكدت وزارة الخارجية العراقية عزمها اتخاذ إجراءات دبلوماسية، ردا على مقتل شخص وإصابة آخرين بإطلاق جنود أتراك الرصاص على محتجين اقتحموا معسكرا للجيش التركي، قرب دهوك في إقليم كردستان، السبت.
ودانت الخارجية العراقية، في بيان، "ما قامت به القوات التركية من فتح نيران أسلحتها على مواطنينا في ناحية شيلاديزي، ومجمع سبريي ضمن قضاء العمادية، محافظة دهوك..".
وذكر البيان أن الرصاص التركي "أدى لسقوط ضحية وعدد من الجرحى، أعقبها قيام الطيران العسكريِ التركيِ بالتحليق على ارتفاعات منخفضة؛ مما تسبب بالذعر بين المواطنين".
وأضاف "وإننا إذ نعبِر عن أسفنا للضحايا والخسائر، فإن وزارة الخارجية ستقوم باستدعاء السفير التركيِ لدى بغداد، وتسلـمه مذكرة احتجاج حول الحادث والمطالبة بعدم تكراره".
ولفتت الخارجية إلى أن "سيادة العراق وأمن مواطنيه تقع في المقام الأوَل ضمن مسؤوليات الحكومة العراقيَة"، مؤكدة "إدانة العراق الثابتة لأي تجاوز على أمن العراق وسيادته أو استخدام أراضيه للاعتداء على أمن وسلامة أي من دول الجوار".
وكان عشرات الأكراد العراقيين اقتحموا، السبت، القاعدة التركية في محافظة دهوك الحدودية مع تركيا، احتجاجا على قتل القوات التركية أربعة مدنيين خلال غارة جوية مؤخرا.
وتشن تركيا بانتظام غارات جوية قرب الحدود على حزب العمال الكردستاني الذي يملك قواعد في شمال العراق، ويخوض تمردا منذ عقود في تركيا.
ودانت حكومة كردستان العراق في أربيل بشمال البلاد اقتحام المعسكر، متهمة "مخربين" بالتحريض على الواقعة في إشارة مستترة لحزب العمال الكردستاني، وهو منافس للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يهيمن على حكومة أربيل وتربطه علاقات عمل مع تركيا.
وقالت أربيل إنها أرسلت قواتها إلى المنطقة لتهدئة الوضع. وذكر مسؤول كردي في منطقة دهوك، طلب عدم نشر اسمه، أن المتظاهرين كانوا يحتجون على ضربة جوية تركية في الآونة الأخيرة أسفرت عن مقتل أربعة مدنيين.
وقال مسؤول كردي ثان لم يكشف عن اسمه إن الجنود الأتراك في المعسكر الواقع في شيلادزي إلى الشرق من دهوك أطلقوا النار في البداية على المحتجين، ثم غادروا المعسكر.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، متظاهرين يضرمون النار بآليات عسكرية تركية، قبل أن تتدخل قوات الأمن الكردية في محاولة للسيطرة على الوضع.
وكان إعلان الولايات المتحدة المفاجئ الشهر الماضي عن اعتزامها سحب قواتها من سوريا المجاورة أثار المخاوف من أن تركيا ستتحرك ضد القوى الكردية، التي تدعمها واشنطن وتصفها أنقرة بأنها إرهابية.
وتقول تركيا إن وحدات حماية الشعب الكردية امتداد لحزب العمال الكردستاني. وهدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تركيا بدمار اقتصادي إذا هاجمت وحدات حماية الشعب.