أكد السفير اليمني في الأمم المتحدة عبد الله علي السعدي، لـسكاي نيوز عربية، أن رئيس بعثة مراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة باتريك كاميرت، "اعتذر عن استكمال مهمته".
وأوضح السعدي أن كاميرت يقوم بمهامه حاليا "لحين تعيين بديل عنه"، مشددا على أن ميليشيات الحوثي الموالية لإيران، عرقلت اتفاق الحديدة.
وكان كاميرت يقود لجنة مكلفة من قبل الأمم المتحدة بمراقبة وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، الذي تم التوصل إليه في محادثات سلام بالسويد الشهر الماضي، وتطبيق بندين آخرين في الاتفاق ينصان على انسحاب المتمردين من موانئ المحافظة.
وقال السعدي: "ميليشيات الحوثي تتجاهل قرارات مجلس الأمن، وغير ملتزمة بالاتفاقات مع الحكومة اليمنية"، داعيا مجلس الأمن إلى "إنقاذ اتفاق الحديدة وتحديد المسؤول عن عرقلته".
ويندرج الإعلان عن اعتذار كاميرت ضمن مسلسل تداعيات التعنت الحوثي، الذي وصل إلى حد الرفض الكامل للتعاطي مع جهوده ومحاولة الاعتداء عليه.
فبعد أيام من بدء عمل لجنته، حاولت الميليشيات الانقلابية الالتفاف على اتفاق تسليم المدينة وموانئها، فألبست عناصرها زي الشرطة، وهي الحيلة التي رفضها كاميرت مطالبا بتنفيذ فعلي لاتفاق السويد الذي نص على تسليم الحديدة ومينائها الاستراتيجي.
ودفع إصرار الجنرال الهولندي السابق على تطبيق اتفاق السويد الحوثيين لمناصبة العداء المعلن لشخصه، وعرقلة جهوده أكثر فأكثر، فقاطعت اجتماعات اللجنة التي يرأسها، وتعمدت وضع العراقيل أمام تحركاتها، وصولا إلى إيقاف أعضائها لأوقات طويلة عند حواجز التفتيش.
وتمادت المليشيات في استهداف جهود السلام، وصولا إلى إطلاق أعيرة نارية على سيارات الأمم المتحدة التي تستخدمها لجنة كاميرت في الحديدة.
كما تعمد الحوثيون في السابع عشر من يناير الجاري، استهداف كاميرت بقصف مدفعي مركز، طال المبنى الذي كان يعقد فيه أحد اجتماعاته مع وفد الحكومة الشرعية، لينجو بأعجوبة.
وجاءت واقعة إطلاق النار على المسؤول الدولي غداة قرار مجلس الأمن، بإنشاء بعثة دولية لدعم اتفاق الحديدة في اليمن، وزيادة عدد المراقبين الدوليين إلى 75، لفترة أولية مدتها 6 أشهر، بغرض الإشراف على وقف إطلاق النار.
ولم تخف ميليشيات الحوثي الإيرانية عداءها لكاميرت، إذ سبق أن شن الناطق باسم الميلشيات، محمد عبدالسلام، في وقت سابق من شهر يناير الجاري، هجوما عنيفا على رئيس لجنة إعادة الانتشار التابعة للأمم المتحدة.
وهجوم عبدالسلام على رئيس لجنة إعادة الانتشار واتهامه بالخروج عن مهمته، يأتي وسط إصرار الميليشيات على عرقلة تنفيذ اتفاق السويد، وبعد دعوة وجهها المدعو حسن زيد، أحد منظري الحوثي، إلى طرد كاميرت والاعتداء عليه.