ألقت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة،مؤخرا، القبض على فتى أجنبي يبلغ من العمر 16 عاما، كان يقاتل في صفوف تنظيم داعش الإرهابي في سوريا.
وذكرت وسائل الإعلام إن ذلك الفت هو أميركي، غير أن مسؤولين في واشنطن وشقيقة الصبي نفوا ذلك، وأكدوا أنه من ترينيداد وتوباغو، بحسب ما ذكر موقع صحيفة "نيويورك تايمز".
وقالت سارة لي سو ، شقيقة الصبي الكبرى، في مقابلة هاتفية إن شقيقها، الذي كان يعييش في تلك الدولة الكاريبية، قد أخذته والدته إلى سوريا قبل أربعة أعوام عندما كان عمره 12 عاما فقط.
وأوضحت سارة أن والدتها اعتنقت الإسلام بعد أن تعرفت إلى أحد عناصر داعش الذي أقنعها بالسفر إلى سوريا حتى يتزوجا هناك ويعيشان في ظل "دولة الخلاقة".
وأضافت سارة البالغة من العمر 23 عاما أن والدتها اتصلت بها عبر نظام التراسل الصوتي"ماسنجر فيسبوك"، تطلب المساعدة منها، ومؤكدة لابنتها أنها تختبئ في مكان ما داخل سوريا.
وقالت الأم غايلون سو في إحدى التسجيلات الصوتية التي أرسلتها إلى ابنتها أن لم "يكن لديك رغبة في مساعدتي، فساعديني لأجل شقيقك فهو طفل بريء".
من جانبها قالت شقيقة الصبي لصحيفة "نيويورك تايمز" أنها استطاعت على أخيها عقب انتشار صوره بعد أن اعتقلته قوات سوريا الديمقراطية، مؤكدة أنه أخيها سو لاي سو.
وتابعت سوا سرد قصة شقيقها قائلة: "والدتي وشقيقي وقعا تحت سيطرة رجل ترينيدادي أقنعهما في نهاية المطاف في عام 2014 بالسفر إلى (دولة الخلافة)، وبمجرد وصولهم إلى هناك، أخذ منهما وثائقها وأتلفها، مخبرا إياهما أنهما سيعيشان ويموتان في هذا الأرض".
ونقلت سارة عن أمها ندمها التي قالت في إحدى التسجيلات الصوتية: "الجميع يريد أن يكون إلقاء اللوم على لأنني فعلت أشياء سيئة لأولادي. أنا أردت فقط الزواج من رجل يحبني".
ندم بعد فوات الأوان
وكانت الأم وطفلها قد وصلا إلى سوريا ضمن مجموعة تتألف من عشرة أشخاص حيث تزوجت هناك من ابن وطنها المقاتل في صفوف داعش أنتوني هاملت، والذي ظهرت أحدى صوره في مجلة إلكترونية تابعة للتنظيم الإرهابي.
وكانت الأم على ما يبدو تحلم بأن يكون طفلها مقاتلا في صفوف الجماعات المتطرفة، إذ نشرت له صورة على صحفتها في فيسبوك، وهو يرتدي بزة عسكرية مع بندقية "مكافأة" له على تفوقه الدارسي.
لكن الندم أصابها لاحقا جراء ما اقترفت يداها بحق طفلها، إذ قالت في إحدى التسجيلات الصوتية قبل اعتقاله: "أوقفوه بعض الأشخاص وأخذوه للقتال، لا أريد له الموت أو يصبح مشلولا".
من جابنه، أوضح الباحث سيمون غوتي الذي يعكف حاليا على تأليف كتاب عن الإرهابيين الأصوليين من ترينيداد: " أبحاثي تظهر أن المتطرفين من ترينيداد كان عندهم رغبة كبيرة في الذهاب إلى سوريا والعراق للقتال مع داعش".
وبشأن الفتي سو الذي اعتقلته القوات الكردية في سوريا، قال غوتي: "لم يكن يملك من أمره فقد كان طفلا صغير عندما سافر مع أمه.. هو ضحية أكثر منه مجرم".