في بادرة تسعى إلى نشر الوعي الديني وتكريس التسامح بين المصريين، أصدرت دار الإفتاء، الاثنين، مقطع فيديو لتهنئة المسيحيين بميلاد المسيح، بعد يوم تاريخي شهد افتتاح أكبر مسجد وأكبر كاتدرائية في مصر.
وأورد فيديو "الغرافيك المتحرك"، رسالة جاء فيها: "من خالص القلب والروح كل عام وأنتم بخير وهناء وسعادة. ليس في شريعتنا السمحة ما يمنعنا من تحيتكم أو تهنئتكم أو إدخال السرور عليكم.
وأضافت دار الإفتاء في الفيديو "تهنئة قلبية من أخيك المسلم بمناسبة أعياد الميلاد. هذه الذكرى التي تلهمنا جميعا معاني الرحمة والخير والمحبة والسلام والمودة، والتي تؤكد لدينا جميعا كمصريين وحدتنا الوطنية وتماسكنا وانتماءنا لهذه البلاد الطيبة التي نحيا جميعا على أرضها ونأكل من خيرها".
ونشر الفيديو على منصات دار الإفتاء بمواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن شهدت مصر، الأحد، حدثا غير مسبوق، حيث تزامن افتتاح أكبر مساجدها مع أكبر كاتدرائية، في حضور رسمي واسع.
وسيطرت على المشهد الأدوار المتبادلة بين كلمات البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في افتتاح مسجد الفتاح العليم، والإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب الذي شارك في افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح.
وتأتي الرسالة السمحة دار الإفتاء المصرية في الوقت الذي تروج فيه أصوات في عدد من دول العالم، لأفكار تحرم على المسلمين تهنئة معتنقي الأديان الأخرى بأعيادهم.
وحاولت أصوات متشددة خلال السنوات الماضية أن تستغل تعدد الهوية الدينية لبعض شعوب المنطقة، لكن كثيرا من هذه المخططات تصطدم بمناعة شعبية وتصميم رسمي على تكريس التسامح، كما يحدث في مصر، بحسب متابعين.
وجاء افتتاح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للكاتدرائية التي تقول الحكومة إنها الأكبر في الشرق الأوسط، وأحد أكبر مساجد المنطقة أيضا، في اليوم نفسه، في لفتة رمزية للغاية تبعث برسالة تسامح لملايين المصريين.