حث نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي، الشيخ سيف بن زايد، "ممثلي الأديان لحمل المهمة والدفاع عن قيم الحق وبث روح الإيجابية"، وذلك خلال فعاليات الدورة الأولى من ملتقى "تحالف الأديان لأمن المجتمعات: كرامة الطفل في العالم الرقمي".
وتحت رعاية ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد، افتتح الشيخ سيف بن زايد فعاليات الدورة الأولى من الملتقى، الذي تستضيفه دولة الإمارات ويستمر يومين تقديرا لدورها الريادي وسمعتها المرموقة في تعزيز الحوار وترسيخ قيم الاعتدال والتعايش السلمي بين شعوب العالم.
وقال الشيخ سيف بن زايد، في كلمته الافتتاحية: "نجتمع هنا، على نهج أسلافنا مقتدين بأعز بني البشر الأنبياء والرسل والصالحين، الذين جاءوا للبشرية بلغة السلام والتعايش والمحبة، فكانوا قدوتنا ومناراتنا وهدينا للطريق والصراط المبين فاجتمعتم اليوم مهتدين بنهجهم لما فيه خير البشرية جمعاء.. ويقف اليوم معكم، كل محبي الخير في العالم كل محبي الصلاح والفلاح الذين يحرصون على بث الروح الإيجابية في مواجهة السلبية".
ونوه إلى أن "غالبية الدول والمنظمات والهيئات تعمل على حفظ الحقوق وحماية النفوس لكن هذا لن يكتمل إلا بوقوفكم أنتم ممثلي الأديان لحمل المهمة والدفاع عن قيم الحق وبث روح الإيجابية. لقد عززت الإمارات شراكاتها مع الشخصيات والهيئات الدينية والثقافية حول العالم بهدف تعزيز الروح الإيجابية وبث روح التآخي والعمل الصالح في سبيل الإنسانية فقط ولا شيء سوى الإنسانية، وفق منهج الحق والعدل والتسامح".
وكان المؤتمر قد بدأ فعالياته بكلمة لفاطمة الكعبي، أصغر مخترعة في دولة الإمارات بعمر 17 عاما، بوصفها ممثلة لصوت الطفولة والأطفال، والتي أشارت فيها إلى أن الملايين من الأطفال حول العالم يعيشون في مناطق خطرة، ويعانون فيها إما من الحرمان أو هم عرضة لمخاطر العالم الرقمي، منوهة إلى أن شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تحظى بإقبال واسع من جميع الأطفال حول العالم، وهي التي قد يجري استغلالها كوسيلة لتدمير الطفولة".
و قالت الكعبي إن "الأطفال أبرياء ويثقون بغيرهم بسرعة، وبالتالي فهم بحاجة لدعم المجتمعات الدينية وعلماء ورجال الدين، فهم غالبا أقرب الشخصيات لهم في حياتهم ويعملون بوصفهم مرشدين لهم".
من جانبه، أشار رئيس مجلس الإفتاء الشرعي بدولة الإمارات، الشيخ عبدالله بن بيه، إلى أهمية انعقاد المؤتمر في عام زايد، الذي كان مستقبل الأطفال أمرا قريبا إلى قلبه، مؤكدا ضرورة الاهتمام بالأطفال وحقوقهم لأنهم أجيال الغد وأشار في الوقت نفسه إلى أن الحديث عن الطفل حديث عن المستقبل، وهو اهتمام بمصير الإنسان".
وتطرقت نقاشات الجلسة الأولى من الملتقى إلى المخاطر التي يواجهها الأطفال في العالم الرقمي و التي ترأسها الأمين العام للشبكة العالمية للأديان من أجل الأطفال مدير منظمة "أريغاتو الدولية" في نيروبي، مصطفى يوسف علي.
وناقشت جلسة آخرى أثر التعرض للاعتداء والاستغلال الجنسي في العالم الرقمي على الأطفال، وترأسها أنانتاناند رامباشان البروفيسور في مجال الدين والفلسفة والدراسات الآسيوية في كلية القديس أولاف.
وشملت فعاليات الملتقى جلسة خاصة عن دور صناع السياسات في مجال حماية الأطفال من الإساءات والعنف في العالم الرقمي، وترأستها عضو اللجنة التوجيهية لملتقى "تحالف الأديان"، دوروثي روزغا.
وبحث المشاركون في جلسة أخرى الدور الذي يمكن أن تلعبه الجمعيات الدينية في هذا المجال وترأستها مدير منظمة "اريجاتو" العالمية في نيويورك، ريبيكا ريوس كون.
يذكر أن ملتقى "تحالف الأديان من أجل أمن المجتمعات" نتج عن مؤتمر "كرامة الطفل في العالم الرقمي" الذي عقد خلال شهر أكتوبر عام 2017 وصدر عنه "بيان روما" وأيده البابا فرانسيس بابا الفاتيكان واستعرضت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة خلاله جهودها في تعزيز حوار الأديان ورغبتها في استضافة ملتقى عالمي، يؤكد التزامها بالمضي قدما في تمكين الحوار والعمل بين الأديان وأثمرت جهودها عن اعتبار ملتقى تحالف الأديان أحد مخرجات ذلك المؤتمر.
ويشارك في الملتقى نحو 450 من قادة الأديان بهدف إثراء الحوار ومواجهة ومناقشة التحديات الاجتماعية الخطيرة، إضافة إلى تعزيز جهود قادة الأديان والعمل على الخروج بأفكار موحدة لتعزيز حماية المجتمعات وخاصة النشء من جرائم الابتزاز عبر العالم الرقمي ومخاطر الشبكة العنكبوتية.
ويحظى الملتقى بدعم من الأزهر الشريف وينطلق بالشراكة مع عدد من المؤسسات والهيئات والمنظمات الدينية العالمية، من بينها "تحالف كرامة الطفل"، ومنظمة "أرغيتو" الدولية غير الحكومية، والشبكة العالمية للأديان من أجل الطفل، ومبادرتي "نحن نحمي" و"إنهاء العنف ضد الأطفال"، ومنظمة "يونيسف"، و"الأديان من أجل السلام"، والجامعة البابوية الجريجورية، وجامعة الأزهر، ومنظمة "ورلد فيجين" الدولية، و"شانتي آشرام"، وبعثة العدالة الدولية.