قاطعت غالبية الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، اجتماعا كان مقررا، مساء الجمعة، مع السفير القطري محمد العمادي، وذلك بعد ساعات من رشق متظاهرين لموكبه بالحجارة، أثناء زيارته لمخيم العودة شرقي القطاع.
وأعلنت الفصائل، أن قرار مقاطعة الاجتماع بالعمادي، جاء بسبب إدخال الأموال القطرية إلى قطاع غزة لصالح حركة حماس، واعتبر بعضها الأمر "فضيحة وطنية"، لا سيما أنه تم عبر إسرائيل، ويرد قرار المقاطعة أيضا إلى الدور القطري المرتبط بإسرائيل، فضلا عن تكريس الانقسام الفلسطيني.
والفصائل المقاطعة هي: حركة فتح، والجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية، وحزب الشعب، وفدا، والمبادرة الوطنية.
فضيحة
وقال القيادي في الجبهة الشعبية كايد الغول، إن إدخال الأموال القطرية "يأتي في إطار مخطط ليس بعيد عن توجيهات أميركية إسرائيلية طلبت من قطر أن تقدم هذا الدعم لتحقيق أغراض سياسية"، مشددا على أنه ينبغي إعطاء الأولوية المصالحة بأسرع وقت ممكن، وفقما أوردت وسائل إعلام فلسطينية.
واعتبر الأمين العام لحزب الشعب بسام الصالحي، أن إدخال الأموال القطرية عبر إسرائيل يمثل "فضيحة وطنية"، و"يظهر أن هناك تقاسما وظيفيا بين تل أبيب وقطر وحماس".
وتجاهل المركز الفلسطيني للإعلام، وهو أحد أذرع حركة حماس الإعلامية، إيراد أسماء الفصائل التي اجتمعت بالعمادي.
وقال في خبر نشره على الموقع الإلكتروني، إن السفير القطري "أكد خلال لقائه عددا من ممثلي الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة العمل على تحقيق المصالحة وإنشاء ميناء بحري إلى غزة".
وبدا في الصورة المرفقة بالخبر أن الحاضرين محسوبون على حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
والجمعة رشق متظاهرون فلسطينيون موكب العمادي بالحجارة، خلال زيارته إلى مخيم العودة للمشاركة في مسيرات العودة، على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل.
وقال شهود عيان أن أضرارا لحقت بمركبة العمادي الخاصة، الأمر الذي اضطر الوفد القطري لمغادرة المكان على الفور، وألقت قوات الأمن التابعة لحركة حماس، القبض على عدد من الشبان الذين رشقوا الحجارة.
وهي المرة الثانية التي يتعرض لها موكب العمادي إلى احتجاج من هذا النوع على يد فلسطينيين، خلال زياراته إلى قطاع غزة.
وكان العمادي وصل إلى قطاع غزة، الخميس، قادما من إسرائيل، وفي سيارته حقائب تحتوي على 15 مليون دولار سلّمها إلى حماس.
قطر تتجاهل
والأسبوع الماضي صرح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد، أن قطر تجاهلت تحذير القيادة الفلسطينية من أن تحويل الأموال عبر إسرائيل يعزز الانقسام.
وأضاف أن القطريين بدأوا في ضخ الأموال دون العودة إلى القيادة الفلسطينية، التي أعربت عن أسفها إزاء تصرف الدوحة.
ويقول مراقبون إن هذا الاحتجاج من الفلسطينيين، يأتي غضبا من تخصيص الأموال القطرية لحماس فقط، بعيدا عن مختلف الشرائح المجتمعية الأخرى في قطاع غزة، الذي يعاني فقرا مدقعا وانهيارا اقتصاديا وإنسانيا غير مسبوق.
والدفعة المالية التي أدخلها العمادي هي جزء من مبلغ 90 مليون دولار، وعدت قطر بتحويلها إلى حماس لدفع رواتب موظفيها لمدة 6 أشهر، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وتمول الدوحة أنشطة حركة حماس، التي تسيطر بقوة السلاح على القطاع، الذي يعاني فيه نحو 1.5 مليون فلسطيني جراء الانقسام السياسي بين الضفة وغزة.
وخرجت العلاقات القطرية الإسرائيلية إلى العلن في الفترة الأخيرة، في إطار سعي الدوحة الحصول على دعم إسرائيلي ضد الاتهامات الدولية لها بتمويل الإرهاب.
وكان العمادي، الذي يرأس اللجنة القطرية لإعمار قطاع غزة، قد قال في تصريحات سابقة إنه زار إسرائيل أكثر من 20 مرة منذ عام 2014.