تعتبر مراكش أو مدينة "سبعة رجال"، كما يحلو للبعض تسميتها، من أشهر المدن في المغرب، لتوفرها على معالم سياحية عديدة، تستقطب آلاف السياح شهريا.
وتقع مراكش، إحدى أهم العواصم التاريخية بالمغرب، جنوب وسط البلاد، ولها أوصاف وألقاب كثيرة، أبرزها "المدينة الحمراء" و"عاصمة النخيل" و"مدينة سبعة رجال".
وتزخر المدينة الحمراء العريقة بكنوز معمارية ومآثر كثيرة، تجسد موروثها التاريخي الذي يمتد لأكثر من ألف سنة، إذ يعود تاريخ بنائها إلى منتصف القرن الحادي عشر من الميلاد.
وتقول المصادر التاريخية إن المدينة شيدت عام 1070 على يد السلطان يوسف ابن تاشفين، لتصبح عاصمة للدولة المرابطية، فيما تشير مصادر أخرى إلى أن ابن تاشفين أسس المدينة كـ"عربون محبة" لزوجته زينب النفزاوية.
ويرجع اسم مراكش إلى الكلمة الأمازيغية "أمور-واكوش" أي بلاد الله أو أرض الله، وتلقب بعاصمة النخيل لضمها عددا لا يحصى من أشجار النخيل، فيما يحيل اسم "مدينة سبعة رجال" إلى 7 رجال عرفوا بعلمهم الغزير وأخلاقهم الحميدة، عاشوا وماتوا ودفنوا بمراكش. أما لقب "المدينة الحمراء" فيرمز إلى البنايات والأسوار ذات اللون الأحمر.
وتشتهر مراكش بمعالم تعود بالسائح آلاف السنين إلى الوراء وتجعله يغوص في تاريخ وأسرار المدينة، كما تتميز بمناخ شبه جاف، حيث الشتاء معتدل ورطب والصيف جاف وحار.
وثمة بيت شعري شهير يحدثنا عن بهاء مراكش: "إذا حللتك فالحياة بهيجة وإذا نزحت فمهجتي تتحرق". هذه الكلمات تقودنا إلى الوصف الذي يطلق على سكان المدينة، الذين يلقبون بـ"أبناء البهجة".
ولا تفارق الابتسامة محيّا المراكشي، إذ ينذر أن تجد "بهجاويا" بوجه عبوس، كما أن النكات الساخرة سلاح أبناء مراكش لتلطيف الجو والتخفيف من أثر الحرارة التي تجعل شوارع المدينة طيلة ساعات النهار شبه خالية.
معالم عريقة تبهر الزوار
يكون كل سائح يزور المدينة الحمراء على موعد مع عدد من المعالم العريقة، التي تحكي تاريخ وسيرة مراكش، أبرزها:
1- ساحة جامع الفنا: فيها تروى أجمل الحكايات وأطرف القصص، وفيها كذلك يجتمع مروضو الأفاعي والموسيقيون الهواة وتجار الصناعة التقليدية. في هذا الفضاء، يتذوق الزوار المأكولات الشعبية والشهيرة، مثل "الطنجية" و"رأس الخروف المبخر" و"الكرعين".. ينصح بزيارتها ليلا.
2- الكتبية: مسجد شهير وعريق يتوسط المدينة، يمكن رؤية مئذنته، التي يبلغ ارتفاعها 70 مترا،
على مسافة كيلومترين. يشير اسم الكتبية إلى سوق الكتب "الكتبيين" الذي كان موجودا جنب المسجد.
3- المنارة: حديقة تقع في قلب عاصمة النخيل، بنيت أواخر القرن التاسع عشر، وكانت عبارة عن ثكنة لتدريب الجنود على السباحة قبل العبور إلى الأندلس.
4- متحف مراكش: شيّد عام 1997. كان في الأصل عبارة عن قصر قديم يعود إلى القرن الحادي عشر. تتميز هندسته الداخلية بالأسقف المكوّرة وجدرانه المبلطة بالـ"سيراميك".
5- المنازل القديمة: تسمى "رِياض"، وهي بيوت أثرية قديمة وتقليدية ذات فناء أو حديقة داخلية.
6- حديقة ماجوريل: سميت بهذا الاسم نسبة إلى الرسام الفرنسي جاك ماجوريل الذي صبغ أسوارها سنة 1924. تضم الحديقة نباتات وأزهار نادرة قادمة من القارات الخمس، خصوصا نبات الصبار.
7- مدرسة بن يوسف: تحفة معمارية تعود إلى عهد الدولة المرينية، إذ شيدت عام 1346 ميلادية، واشتهرت باحتضناها كبار العلماء والأدباء.
مراكش.. قبلة السياح
تعد مراكش أكثر مدينة مغربية استقبالا للسياح الأجانب، إذ سجلت المعطيات الرسمية، الصادرة هذه السنة، ارتفاعا كبيرا في عدد الليالي السياحية بنسبة 15 في المئة، مقارنة مع نفس الفترة من 2017.
وبخصوص الأسواق المصدرة للسياح، فإن السوق الفرنسية تصدرت القائمة، خلال الفترة الممتدة ما بين يناير ومايو، بـ961 ألف و94 ليلة، تليها السوق البريطانية بـ400 ألف و865 ليلة مبيت، والألمانية بـ229 ألف و216 ليلة مبيت، والإسبانية بـ115 ألف و974 ليلة مبيت، حسب تقرير للمندوبية الجهوية للسياحة بمراكش.
ويقول التقرير إن المدينة تمكنت من تنويع عرضها السياحي من خلال الانتقال من وجهة واحدة إلى وجهة متعددة القطاعات، بالتحول إلى وجهة للسياحة الطبية، فضلاً عن فتح منافذ أخرى، شملت مجموعة من العناوين، ضمت سياحة الغولف وكبار السن والطبيعة والمغامرة والسياحة العائلية، وغيرها.
وكانت عاصمة النخيل ودعت سنة 2017 الماضية بتسجيل نتائج، وصفت بـ"الاستثنائية"، على مستوى النشاط السياحي، بعد أن تجاوز عدد الوافدين حاجز مليوني سائح، بعدد ليالي مبيت ناهز 7 ملايين.