"بلاد ما بين النهرين قد تصبح يوما دون مياه"، هذه المفارقة الغريبة أصبحت كابوسا يواجه العراق ومواطنيه، والسبب استحواذ الجار الإيراني على السدود.
الخطر المحدق القادم من إيران كشفه وزير الموارد المائية العراقي حسن الجنابي، الأحد، بالصور والوثائق، عندما قال: "هذه الصور لـ8 سدود أو 10 أنهت إيران بناءها، وسيطرت بها على كل إيراداتنا في سد دربندخان (..) قلت إيراداتنا من المياه كثيرا لهذا السبب".
وتثبت الصور مضي إيران في أطماعها ومخططاتها بالسيطرة على موارد سد دربندخان العراقي أولا، فيما يبدو أن القادم أسوأ، فمشاريع السدود على خطة طهران ستنال في حال إنشائها من نهري الزاب الأسفل ونهر ديالى.
ويقول الجنابي إنها سدود صغيرة، لكن ضررها سيكون كبيرا لكثرة عددها.
وهذا العدد تتفاخر به إيران، بإعلانها قبل أسابيع عن 109 سدود ستنشئها ضمن خطتها الخمسية.
ويأتي هذا التهديد المحدق الجديد بعد أسابيع من نشر صور لعراقيين يقطعون نهر دجلة سيرا على الأقدام، في صور انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، وهزت البلاد لدلالتها على جفاف النهر.
وتستطيع إيران الجارة التحكم بمنسوب 30 رافدا من روافد دجلة التي تنبع من أراضيها، وتغذي أكثر من 12 في المئة من واردات دجلة المائية.
والثلاثاء الماضي، أعلنت إيران قطع المياه الجارية صوب الأراضي العراقية، المقدرة بـ7 مليارات متر مكعب، مما يزيد من تفاقم مشكلة نقص وتلوث المياه التي تعاني منها بالفعل بعض المدن العراقية، وعلى رأسها البصرة.
وقال معاون وزير الزراعة الإيراني علي مراد أكبري إن بلاده ستقطع نحو 7 مليارات متر مكعب صوب الحدود الغربية والشمالية الغربية العراقية، بأمر من المرشد الإيراني علي خامنئي.
وأكد أن هذه الكميات من المياه ستستخدم في 3 مشاريع رئيسة على مساحة 550 ألف هكتار في خوزستان (جنوب غربي إيران)، و220 ألف هكتار في خوزستان أيضا، وإيلام (غرب).
لكن إيران ليست وحدها الماضية في سرقة حصص العراق المائية، فالكتل الإسمنتية التركية في الشمال، المتمثلة في 14 سدا على نهر الفرات، و8 سدود على نهر دجلة، تهدد بالجفاف في العراق أيضا.
وقبل أسابيع شهدت البصرة احتجاجات عارمة، بسبب نقص الخدمات الأساسية وعلى رأسها شح وتلوث مياه الشرب.