قال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، الثلاثاء، إن السلطات المصرية لم تتسلم بعد الإرهابي هشام عشماوي الذي اعتقلته السلطات في درنة التي تقع على الطريق الساحلي على بعد 266 كيلومترا غربي الحدود مع مصر، الاثنين.
وأضاف المسماري أن الأجهزة المختصة الليبية تجري تحقيقاتها مع المتشدد المصري البارز، وهو ضابط سابق بقوات الصاعقة بالجيش المصري.
وتسعى القاهرة منذ فترة طويلة للإيقاع به للاشتباه في ضلوعه في هجمات إرهابية كبيرة، استهدفت قوات الأمن في السنوات القليلة الماضية.
وأكد أن "الحديث عن تسليم عشماوي للسلطات المصرية سابق لأوانه"، بالنظر إلى سجله الإجرامي الكبير في ليبيا، واستهدافه مئات العسكريين والمدنيين، وارتكابه جرائم جماعية، تشمل تفجير وتفخيخ منازل وسيارات.
وتابع المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، في تصريحات صحفية، عقب لقائه بعدد من المسؤولين في مكتب الأمين للجامعة العربية في القاهرة، قائلا: "القضاء الليبي قادر علي التحقيق معه، هو يخضع للتحقيق حاليا، وبصحة جيدة، لم يصب في هذه العملية البيضاء".
وأشار المسماري إلى أن التعاون مع مصر قائم، لكنه "لا يستطيع الحديث عن ظروف التحقيق القضائي".
ومضى يقول: "إن القوانين تتيح لأي دولة أن تحضر التحقيقات مع أحد رعاياها، فما بالك إذا كان متورطا في جرائم إرهاب في هذه الدولة".
وأشار المسماري إلى "مئات الداعشيين والقاعديين" الذين ألقت قوات الجيش الليبي القبض عليهم، في إطار معركتها ضد الإرهاب حتى تحرير كامل الأراضي الليبية.
ووصف محللون القبض على عشماوي حيا، وهو الذي لعب دورا مركزيا في تصدير العناصر من مصر للقتال مع جبهة النصرة الإرهابية في سوريا، بالإنجاز الكبير للأمن المصري بالنظر إلى "الأهمية البالغة" للضابط المتمرس السابق.
وقال الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، منير أديب، لموقع "سكاي نيوز عربية" إن عشماوي نفذ عشرات العمليات الإرهابية، ونجح في استدراج أفراد الأمن، وعمل على تشكيل خلايا نائمة، مضيفا "القبض عليه حيا يؤدي بالضرورة إلى التعرف على مجموعة كبيرة من هذه الخلايا".
وتكمن أهمية عشماوي الذي شكل "تهديدا لمصر من حدودها الغربية"، بتزعمه تنظيم "المرابطين"، في "إلمامه التام" بما يدور عبر الحدود مع ليبيا، حيث تهرب مجموعات مجهولة الأسلحة إلى داخل الصحراء الغربية.
وقبل مبايعته لقائد تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وتأسيسه "المرابطين" في درنة الليبية، حيث اُعتقل، كان عشماوي يعمل مع تنظيم أنصار بيت المقدس، وهي جماعة متشددة تنشط في شمال سيناء، لكنه انفصل عنها بعدما أعلنت الجماعة مبايعتها لتنظيم داعش عام 2014، وغيرت اسمها إلى "ولاية سيناء".
يقول خبير الجماعات الإرهابية: "هو ليس داعشيا، لكنه يعلم عن داعش الكثير، لديه معلومات كثيرة، هو الذي كان يحرك المشهد في سيناء، ويدرب ويخطط، ويعرف كيف تأتي الأسلحة، ويعطي الأوامر، ويطلع على كل كبيرة وصغيرة تتعلق بطبيعة تنفيذ العمليات الإرهابية هناك".
ومن هذه البقعة الحدودية الشرقية لمصر، حيث كان عشماوي قياديا من نوع آخر، تستطيع القوات الأمنية المصرية "بسهولة شديدة" تفكيك تنظيم داعش، وبالتالي انتهاء العمليات الإرهابية، وتكثيف مكافحة الإرهاب في المناطق الأكثر خطورة فقط، بحسب أديب.