تحرق نار الغضب الشعبي وتحاصر مقار المطلوبين للمحاسبة، وعلى رأسهم الجارة إيران وأدواتها في العراق، حيث اقتحم متظاهرون غاضبون القنصلية الإيرانيةو أشعلوا بها النيران، بعدما أحرقوا مكاتب لأحزاب وميليشيات موالية لنظام الملالي في المدينة.
وقالت مصادر أمنية محلية إن محتجين اقتحموا القنصلية الإيرانية في المدينة بعدم حصارها لساعات، فيما شوهدت ألسنة نيران تندلع من مقر القنصلية.
ويمثل اقتحام القنصلية أوضح علامة على مدى الغضب الشعبي تجاه الهيمنة الإيرانية على القرار السياسي العراقي.
وذكرت مصادر أمنية وصحية محلية أن المحتجين أضرموا النار في مقار ميليشيات حزب الله وحزب الفضيلة ومقر منظمة "عصائب أهل الحق" ومقر "منظمة بدر" في البصرة ومكتب الأوفياء.
وتصاعدت هتافات "إيران بره بره" في احتجاجات متظاهري البصرة الغاضبين من إهمال البنية التحتية المتداعية بمدينتهم.
وهذه ليست المرة الأولى، التي يعبر فيها المتظاهرون الغاضبون من التدخل الإيراني في شؤون بلادهم وسيطرتها التامة على بعض الأحزاب وتدريبها للميليشيات والجماعات المسلحة.
ففي يوليو الماضي، أحرق متظاهرو البصرة صور المرشد الإيراني الراحل الخميني، أثناء احتجاتهم في الشارع الذي يحمل اسمه.
وبالتزامن مع هذه التطورات، أعادت السلطات فرض حظر التجوال في المحافظة، كما وضعت كل المقار الرسمية والقنصليات ومقار البعثات الأجنبية تحت الحراسة المشددة.
وفي العاصمة بغداد، سقطت قذائف هاون داخل المنطقة الخضراء، بينما لم يسفر الهجوم عن أية خسائر بشرية أو مادية، وفق بيان رسمي عراقي.
أزمة تشكيل الحكومة
ويربك هذا الهجوم حسابات الساسة أكثر فأكثر، لتزامنه مع احتجاجات الجنوب العراقي، وغياب أفق تشكيل الحكومة الجديدة.
وفي هذه الأثناء، قالت وكالة الأنباء العراقية الرسمية، الجمعة، إن الرئيس المؤقت للبرلمان وافق على عقد جلسة طارئة، السبت لمناقشة الوضع في البصرة.
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر دعا لجلسة طارئة لمجلس النواب، لمناقشة أزمة البصرة، ورفع المعاناة عن أهاليها.
وطالب الصدر في تغريدة له على تويتر رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال حيدر العبادي بسرعة إطلاق اموال المخصصة للبصرة وإيداعها في "أياد نزيهة لتتم المباشرة فوراً بمشاريع خدمية آنية ومستقبلية".
وتشهد مدن جنوبي العراق مظاهرات شبه يومية، بسبب تردي الخدمات الأساسية، من بينها الانقطاع المتكرر للكهرباء خلال أشهر الصيف، ونقص مياه الشرب، وعدم توافر فرص عمل للشباب.