ذهب الشاب اليمني محمد أحمد حسن إلى الصيد على شاطئ الخوخة جنوبي محافظة الحديدة، فانفجر به لغم من بين آلاف الألغام التي زرعها الحوثيين تحت رمال الحديدة.
ونجا محمد من الموت بأعجوبة، عندما انفجر فيه اللغم، لكنه خرج من الحادث فاقدا ساقه اليمنى.
لكن المأساة لم تنته عند هذا الحد، فعندما حاول والده وأشقاؤه إنقاذه، انفجر بهم لغمٌ حوثيٌ آخر، ليقتل الوالد ويصيب شقيقه عبدالله ذي الـ 11 عاما بشظايا عديدة.
وتستمر مأساة الشعب اليمني مع انتشار الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها ميليشيات الحوثي اثناء انسحابها من مناطق الساحل الغربي وتقهقرها أمام المقاومة المشتركة وقوات التحالف العربي.
وأودت الألغام بحياة المئات من اليمنيين وأحدثت تشوهات وبتر لأطراف الآلاف من السكان.
ويعمل محمد صياداً منذ صغره، لكن بعد الحادث المأساوي، أصبح كل ما يستطيع فعله هو أن يستند على أحدهم من أجل اصطحابه إلى الشاطئ لاسترجاع بعض من ذكرياته مع البحر.
ويقول محمد: "كنا بالبحر وخرجنا إلى الشاطئ فانفجر فينا لغم كان في حفرة، وعندما جاء إلينا أخواننا وأبي، انفجر فيهم لغم آخر".
ويضيف: " بترت ساقي والحمد لله.. لكن أبي مات".
وفي كل قرية من قرى الساحل الغربي الممتد من باب المندب وحتى الحديدة، عشرات القصص المأساوية مع الألغام الحوثية.
وتعيش معظم الأسر في الساحل الغربي تحت نير الفقر والمجاعة، بينما أدت سيطرة الحوثيين لمدة أكثر من ثلاث سنوات إلى مضاعفة معاناتها.
ويقول أحد الصيادين:"زرعوا الألغام في كل مكان.. ولا نستطيع الصيد.. لدي عائلة من خمس أفراد ولا أعرف كيف سأكفيهم".
ويطالب سكان القرى المحررة بالساحل الغربي الفرق الهندسية التابعة لتحالف دعم الشرعية بتكثيف نشاطهم وتفكيك حقول الألغام التي زرعها الحوثيون في مناطقهم.