يستعد ميناء الحديدة على الساحل الغربي في اليمن، ليعود شريان حياة لملايين اليمنيين، بعد أن حولته ميليشيات الحوثية منفذا لتلقي السلاح الإيراني، وتمويل أعمالها الإرهابية عبر نهب إيراداته منذ احتلاله قبل نحو 3 أعوام.
ومع اقتراب القوات اليمنية المشتركة من استعادة مدينة الحديدة، فإن التحالف العربي وضع خططا عدة لعودة الميناء سريعا إلى العمل في حال أقدم الحوثيون على تخريبه أو تفجيره.
وفِي هذا السياق، قالت المندوبة الدائمة للإمارات لدى الأمم المتحدة، لانا نسيبة، في مؤتمر صحفي بمقر البعثة السعودية في نيويورك، إن التحالف يريد أن يبسط الاستقرار في المنطقة بشكل أسرع بما يجعل البيئة في الحديدة أكثر أمانا من أجل تسهيل الوصول إلى السكان وتقديم المساعدات.
وأكدت على وضع كافة السيناريوهات في الحسبان عند التعامل مع الحديدة، مشيرة إلى أنه في حالة لجأ الحوثيون إلى تدمير الميناء، فإن هناك استعدادات موجودة بالفعل لإعادة بناء ما قد تدمره الميليشيات بشكل سريع لضمان استمرار تدفق المساعدات.
كما تم وضع خرائط للمنافذ البديلة التي يمكن استخدامها لمواصلة العمليات الإنسانية، وفق ما أضافت نسيبة.
وعبرت عن قلقها من قيام ميليشيا الحوثي بزرع الألغام والعبوات الناسفة بصورة عشوائية على الطرق والأحياء السكنية، وزرع الألغام البحرية والعبوات الناسفة حول ميناء الحديدة لتدمير البنى الأساسية، ونشر القناصة والأسلحة الثقيلة في الأحياء السكنية، وانتحال صفة مقاتلي المقاومة، وإساءة معاملة المدنيين بهدف إثارتهم ضد قوات التحالف العربي.
وأشارت المندوبة الإماراتية إلى أن ميليشيات الحوثي تقوم بإعاقة عمليات إنزال حمولات السفن في ميناء الحديدة، وإجبار فرق الإغاثة على إزالة كاميرات المراقبة من المخازن، وبالتالي تسهيل العمليات التي يقوم بها الحوثيون لسرقة وتحويل مسار الإمدادات الغذائية.
اقتراب الحسم
وتمكنت قوات المقاومة اليمنية المشتركة بإسناد من تحالف دعم الشرعية من تحرير مطار الحديدة، وأصبحت على بعد كيلومترات من الميناء الاستراتيجي.
وتعهد تحالف دعم الشرعية قبل بدء العمليات العسكرية الرامية لتحرير مدينة الحديدة والميناء باستمراره في تقديم المساعدات الإنسانية الإغاثية عن طريق جسر جوي وبحري لإيصالها إلى اليمنيين الذي يعانون من إرهاب الحوثي.
كما تعهد التحالف بعدم إيقاف إدخال المساعدات الإنسانية رغم العمليات القتالية الدائرة على الأراضي اليمنية، مشيرا إلى أنه يواصل إعطاء التصاريح البحرية والبرية والجوية لكافة المنظمات والهيئات الإنسانية المعنية لدخول اليمن.
أهمية الميناء الإنسانية والاستراتيجية
يعد ميناء الحديدة الذي يقع على ساحل البحر الأحمر، ثاني أكبر موانئ اليمن، بعد ميناء عدن، ويحتل موقعا استراتيجيا لقربه من خطوط الملاحة العالمية، وهو شريان الحياة لأكثر من 8 ملايين يمني في محافظات الحديدة وتعز وصعدة وصنعاء.
ويحتوي الميناء على 8 أرصفة، بطول إجمالي يتجاوز 1461 مترا، بالإضافة إلى رصيفين آخرين بطول 250 مترا في حوض الميناء، تم تخصيصهما لتفريغ ناقلات النفط.
ويبلغ طول الممر الملاحي في الميناء أكثر من 10 أميال بحرية، ويبلغ عرضه قرابة 200 متر، فيما يصل عمقه إلى 10 أمتار.
ويستطيع الميناء استقبال سفن بحمولة 31 ألف طن كحد أقصى، كما يوجد في الميناء 12 مستودعا لتخزين البضائع المختلفة، ويمتلك 15 لنشا بحريا بمواصفات ومقاييس مختلفة لغرض الإنقاذ البحري والقطر والإرشاد والمناورات البحرية.
وأمنت الميليشيات عوائد مالية كبيرة عبر السيطرة عليه، واستخدمته لإدخال الأسلحة والصواريخ الباليستية المهربة من إيران، وكافة وسائل الدعم اللوجستي، كما استعملته كقاعدة لانطلاق عملياتها الإرهابية عبر البحر فضلا عن نشر الألغام البحرية.
وسيؤدي تحرير الميناء إلى قطع شريان طهران في اليمن، بوقف إمداد إيران للحوثيين بالأسلحة، كما سيمنع الميليشيات من استخدامه كقاعدة لانطلاق أعمالها الإرهابية في الساحل الغربي وتهديد حركة الملاحة البحرية والتجارة العالمية عبر البحر الأحمر.