لا شك أن الصفعة التي تلقاها الحوثيون في مطار الحديدة غربي اليمن، أفقدتهم رشدهم وأدخلتهم في حالة من الإنكار والانفصال عن الواقع، ما دفعهم الى الإقدام على خطوات عشوائية يسعون من ورائها إلى التغطية على هزائمهم، ومحاولات يائسة لرفع معنويات مسلحيهم المنهارة، وذلك عبر نشر مواد دعائية سيئة الإخراج وسيناريوهات غير محبوكة.
وهذا ما أكده الشريط الذي نشره القيادي الحوثي، محمد ناصر البخيتي، يوم الأربعاء في 20 يونيو 2018، على صفحته في فيسبوك، محاولا من خلاله الادعاء أن مطار الحديدة لايزال في قبضة ميليشيات إيران، إلا أنه وقع في سلسلة أكاذيب تؤكد زيف ادعاءاته.
بداية، خلط هذا القيادي الحوثي حابل الأيام بنابل التواريخ، فهو قال، في الشريط الفضيحة، إنه يتحدث من أمام صالة مطار الحديدة الخميس 20 يونيو، بينما اليوم هو الأربعاء 20 يونيو، وليس الخميس كما قال.
ولتكتمل فصول الفضيحة الحوثية الجديدة، تابع البخيتي قائلا إن ظهوره في الشريط ينسف المعلومات التي بثتها وسائل إعلام عربية، بينها "سكاي نيور عربية"، عن سيطرة القوات المشتركة على مطار الحديدة يوم الأربعاء 19 يونيو، علما بأن عملية تحرير المطار أنجزت الثلاثاء 19 يونيو، وليس الأربعاء كما قال، كما أن الأربعاء يوافق الـ 20 من شهر يونيو وليس 19 يونيو.
ونشرت يومها "سكاي نيور عربية" مجموعة من اللقطات المصورة من قلب المطار، بل حتى أجرى مراسلنا يوم التحرير لقاء من أرض المطار مع قائد اللواء الأول بقوات العمالقة العميد رائد الحبهي، يؤكد فيه عملية السيطرة بعد عملية خاطفة لم تستغرق سوى ساعات قليلة.
ويبدو أن الميليشيات الحوثية كانت تدرك، بناء على مجريات المعارك السابقة على جبهة الساحل الغربي، حتمية خسارتها معركة المطار، لذا عمدت إلى تحضير مجموعة من الأشرطة لتخدم دعايتها الإعلامية، إلا أنها تحولت، وبفضل الإخراج السيئ على غرار هذا الفيديو، إلى سم تجرعه صانعه، وكشف زيف جماعة إيران.
ولا تقتصر السقطات في الفيديو على التواريخ والأيام، بل ختم البخيتي، الذي كان يستبق كما بات واضحا ضربة المطار القاصمة، برد على تصريح لوزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، قال فيه إن تحرير كامل الحديدة مسألة وقت.
ويعود تاريخ تصريح قرقاش إلى الاثنين 18 يونيو، أي قبل يوم من السيطرة على المطار، وقد أدلى الوزير الإماراتي بعد عملية التحرير بسياسة تصريحات كان آخرها اليوم حين أكد أن تحرير الحديدة هو بداية نهاية الحرب في اليمن، لذا لو كان تاريخ تسجيل إطلالة البخيتي صحيحا، كان الأجدى به أن يرد على أحدث تصريحات قرقاش.
ويأتي نشر هذا الفيديو في إطار التخبط الحوثي من جراء تجرع الهزائم المتتالية، والذي دفع أيضا الراعي الإيراني إلى تسخير وسائل إعلامه وإعلام الحليف القطري لتكذيب ما بات جليا، الحوثي خسر معركة المطار وباتت الاجندة الإيرانية في اليمن على موعد مع هزيمة ساحقة أمام المشروع العربي.
مغردون يردون على الفضيحة
وتعرض البخيتي بعد الفيديو لسيل من التهكم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأجمع المغردون على أن ما قام به فضيحة مكتملة الأركان.
فقال أحد مستخدمي تويتر ويدعى علي الدحيلي في تغريدة: "أكبر فضيحة للقيادي الحوثي محمد البخيتي أنه صور عدة مقاطع فيديو قبل أن يحرر الجيش اليمني الشرعي وقوات التحالف مطار الحديدة الدولي لكي يبث كل يوم فيديو بأنهم لا زالوا مسيطرين."
أما رشاد سالم، فقال في تغريدة تعليقا على الفيديو : "فضيحة مدوية للقيادي الحوثي محمد ناصر البخيتي، ينشر فيديو على أنه اليوم ولكنه من غبائه ذكر أن اليوم الخميس ونحن مازلنا في الأربعاء، وهذا يعني أنه سجل المقطع قبل أيام وكان مقررا أن ينشره الخميس لكن نشره اليوم."
من جانبه قال أبو برهان الطاهري عبر تويتر : "البخيتي يكذب ويثبت ذلك حيث يقول اليوم يوم الخميس 20 واليوم الأربعاء ويقول لا صحة لدخولهم المطار الأربعاء 19 مع أنهم دخلوا الثلاثاء 19."
وبعبارة "فضحه كذبه" اختصر سلامي السادة فيديو البخيتي، وقال في تغريدة: "الميليشاوي محمد البخيتي يفضحه لسانه بأنه كذاب، لأنه قال يوم الخميس الذي هو غدا وكررها ثانية، لو قلنا أنه غلط ما كررها مرتين."
أما "زعيم المغردين" كما يسمى نفسه على تويتر، فقال: "محمد البخيتي مثل المسلسلات الرمضانية، يصورها بشعبان ويشاهدوها برمضان."