ميناء الحديدة الذي تحول لشريان السلاح الإيراني لميليشيات الحوثي منذ نحو 4 أعوام، ينتظر استعادة دوره السابق كشريان حياة لملايين اليمنيين بعد استعادته من قبل الشرعية، بفضل المقاومة المشتركة، المدعومة من القوات الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي.
وتتمتع مدينة الحديدة بأهمية بالغة، وعملية تحريرها التي بدأت الأربعاء، سوف تغير من موازين القوى بشكل كبير لصالح اليمنيين، لاسيما أن الميناء يعتبر منفذ ميليشيات الحوثي لاستلام الأسلحة الإيرانية، وتحريره الذي بات وشيكا سيقطع شريان طهران في اليمن.
والميناء، الذي يقع على ساحل البحر الأحمر، يعد ثاني أكبر موانئ اليمن، بعد ميناء عدن، ويحتل موقعا استراتيجيا لقربه من خطوط الملاحة العالمية، وهو شريان الحياة لأكثر من 8 ملايين يمني في محافظات الحديدة وتعز وصعدة وصنعاء.
ويحتوي الميناء على 8 أرصفة، بطول إجمالي يتجاوز 1461 مترا، بالإضافة إلى رصيفين آخرين بطول 250 مترا في حوض الميناء، تم تخصيصهما لتفريغ ناقلات النفط.
ويبلغ طول الممر الملاحي في الميناء أكثر من 10 أميال بحرية، ويبلغ عرضه قرابة 200 متر، فيما يصل عمقه إلى 10 أمتار.
ويستطيع الميناء استقبال سفن بحمولة 31 ألف طن كحد أقصى، كما يوجد في الميناء 12 مستودعا لتخزين البضائع المختلفة ويمتلك 15 لنشا بحريا بمواصفات ومقاييس مختلفة لغرض الإنقاذ البحري والقطر والإرشاد والمناورات البحرية.
يشار إلى أن مليشيات الحوثي الإيرانية كانت قد سيطرت على ميناء الحديدة في منتصف أكتوبر عام 2014 بعد سيطرتها على صنعاء، باعتباره المنفذ البحري الرئيسي للعاصمة، حيث تمكنت الميليشيات من فرض سيطرتها على حركة الملاحة البحرية بين اليمن والعالم عبر هذا الميناء.
وأمنت الميليشيات عوائد مالية كبيرة بالسيطرة عليه واستخدمته لإدخال الأسلحة والصواريخ الباليستية المهربة من إيران، وكافة وسائل الدعم اللوجستي كما استخدمته قاعدة لانطلاق عملياتها الإرهابية عبر البحر فضلا عن نشر الألغام البحرية.
وسيؤدي تحريره إلى قطع شريان طهران في اليمن، بوقف إمداد إيران للحوثيين بالأسلحة، كما سيمنع الميليشيات من استخدامه كقاعدة لانطلاق أعمالها الإرهابية في الساحل الغربي وتهديد حركة الملاحة البحرية والتجارة العالمية عبر البحر الأحمر.