7 أيام حبست أنفاس سوريا والعالم، بدأت مساء السبت الماضي عندما تحدثت تقارير إعلامية وطبية وشهود عيان عن وقوع هجوم كيماوي على مدينة دوما، وهي آخر جيب كانت تسيطر عليه المعارضة في منطقة الغوطة الشرقية.
وانهالت الاتهامات بتنفيذ الهجوم الكيماوي على النظام السوري، وحليفه الروسي، وذلك من أجل إرغام مقاتلي جماعة جيش الإسلام على الخروج من جيب دوما الذي ظل محاصرا لسنوات.
ونفت دمشق شن مثل هذا الهجوم، وقالت إن الاتهامات الغربية كانت لصرف الانتباه عن النصر الذي حققته القوات الحكومية في الغوطة الشرقية. وكذلك نفت وزارة الدفاع الروسية صحة تقارير شن الهجوم.
لكن تقارير مخابراتية أميركية وفرنسية أكدت أن مروحيات سورية كانت تحلق فوق المنطقة المستهدفة في وقت وقوع الهجوم.
تداعيات الهجوم
وبعد الهجوم، خرج مسلحو "جيش الإسلام" من دوما، لكن تداعيات الهجوم لم تتوقف، بعدما اتهمت منظمة "الخوذ البيضاء"، الدفاع المدني في مناطق سيطرة فصائل المعارضة، و"جيش الإسلام" و"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" وعمال إنقاذ قوات النظام بشن هجوم بـ"الغازات السامة" على دوما، تباينت التقديرات بشأن عدد ضحاياه.
ووصفت وزارة الخارجية البريطانية التقارير إن تأكدت بأنها "مقلقة جدا"، وقالت "مطلوب إجراء تحقيق عاجل وعلى المجتمع الدولي الرد. ندعو نظام الأسد وداعميه، روسيا وإيران، إلى وقف العنف ضد المدنيين الأبرياء".
ودفعت التقارير حول هذا الهجوم المفترض الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى توعد دمشق بـ"رد قوي مشترك".
وتوعد ترامب، الأحد الماضي، بأنه "سيكون هناك ثمن باهظ" للهجوم بأسلحة كيماوية في مدينة دوما.
وحذر ترامب، في تغريدة، الأربعاء الماضي، روسيا من أن الصواريخ "قادمة"، ردا على الهجوم.
ضربة إسرائيلية
ووسط هذه التحذيرات الدولية نفذت إسرائيل، في الساعات الأولى من الاثنين الماضي، ضربات استهدفت قاعدة جوية عسكرية قرب مدينة حمص وسط سوريا، وفقا لتأكيد مسؤولين أميركيين.
واتهمت سوريا في البداية الغرب بالوقوف وراء القصف، بعد تهديد كل من الولايات المتحدة وفرنسا بالرد على الهجوم الكيماوي، بيد أنهما نفيا قصف القاعدة.
ولم تعلق إسرائيل التي سبق لها أن قصفت أهداف داخل سوريا حتى اليوم على هذه الضربة.
لجنة تحقيق
وحتى اليوم، لم يؤكد أي مصدر مستقل حدوث مثل هذا الهجوم لكن المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أوزومجو أعلن، الاثنين الماضي، أن المنظمة تحقق في التقارير الواردة عن وقوع الهجوم.
وقال إن المنظمة "أجرت تحليلات أولية للتقارير عن استخدام أسلحة كيميائية مفترضة فور ورودها".
وأضاف، في بيان، أن فريقا لتقصي الحقائق يجمع حاليا المزيد من المعلومات "للتثبت مما إذا كانت أسلحة كيميائية استخدمت"، معربا عن "قلقه الكبير" حيال الوضع.
وتابع أوزومجو أن الخبراء يبحثون عن معلومات "من كل المصادر المتوافرة"، وسيرفعون العناصر التي سيجمعونها إلى الدول الـ192 الموقعة على اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.
مسرحية
لكن روسيا، وهي أهم حليف عسكري لدمشق في الحرب التي مزقت البلد منذ أكثر من 7 سنوات، تخطت نفيها لصحة تقارير هجوم دوما إلى قول وزير خارجيتها سيرغي لافروف، الجمعة الماضية، إن بلاده لديها "وقائع دامغة تثبت أن هجوم دوما الكيماوي "مسرحية" شاركت أجهزة مخابرات أجنبية في إعدادها.
وفي وقت لاحق من نفس اليوم قال الجيش الروسي إن لديه "أدلة" على تورط بريطانيا "بشكل مباشر" في "مسرحية" الهجوم الكيميائي المفترض.
هجوم ثلاثي
وفي وقت مبكر من السبت، نفذت القوات الأميركية والبريطانية والفرنسية ضربات جوية ضد سوريا، ردا على هجوم دوما.
وقال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة جوزيف دانفورد إن أكثر من 100 صاروخ أطلقت من سفن وطائرات استهدفت منشآت الأسلحة الكيماوية الرئيسية الـ3 في سوريا.
وشملت الأهداف مركزا سوريا في منطقة دمشق لأبحاث وتطوير وإنتاج واختبار أسلحة كيماوية وبيولوجية، وكذلك منشأة لتخزين أسلحة كيماوية بالقرب من مدينة حمص.
كما استهدف الهجوم موقع ثالث قريب من حمص أيضا يضم منشأة لتخزين أسلحة كيماوية ومركزا للقيادة.