بدأت السلطات العراقية في رفع السفن التي غرقت خلال الحروب المتعاقبة منذ 1980، وذلك في إطار مشروع لتطهير مجاريه المائية المؤدية لموانئه البحرية العميقة.
ويقول مسؤولو موانئ إن حطام عشرات السفن التي غرقت خلال الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات بين 1980 و1988، ثم حرب الخليج عام 1991، وبعدها الغزو الأميركي للعراق عام 2003، يهدد البيئة البحرية ويعطل طرق الملاحة.
وتعتزم سلطات الموانئ رفع ما يصل إلى ألف طن من حطام السفن من مجرى شط العرب، وموانئ بينها خور الزبير وخور عبد الله وأم قصر وخور الخفجي.
وقال المسؤول في الشركة العامة لموانئ العراق، قُصي يوسف الجميلي، "القطع البحرية، أو نقول إحنا بالمعنى العام الجنائب، كانت تُستخدم قلت لك لتهريب المشتقات النفطية، من ها الغاز والنفط والبنزين إلى خارج العراق، وهذه غير حضارية وليس قانونيا طبعا. والموجود هي ما يقارب ٢١ قطعة بحرية موجودة هي هنا في هذه المنطقة. ويوجد بالجانب الثاني ٧٥ قطعة بحرية، أي جنيبة، سوف نقوم بها عنقريب، بالوقت القريب بالعمل عليها وانتشالها وتقطيعها".
وأضاف أن الشركة العامة لموانئ العراق، ستقوم باستثمار هذه المنطقة والعمل على إقامة منتجعات سياحية بها.
وقال ربان أعالي البحار، الكابتن بحري سنان الشاوي، "القنوات العراقية هي حُبلى بالغوارق منذ عام 1980، أثناء حرب الخليج الأولى وحرب الخليج الثانية. الموانئ العراقية وبتشكيلاتها وبتوجيه من وزارة النقل نفذت خطة إنقاذ الغوارق منذ عام 1980".
وأكد مسؤولو موانئ أن رفع حطام السفن مسألة هامة من أجل زيادة القدرة التشغيلية للموانئ العراقية والحفاظ على البيئة، موضحين أنهم أكملوا تقريبا رفع 80 في المئة من حطام السفن المتروك في خور الزبير.
وأضاف الشاوي "مجمل الغوارق وتصنيفها يمكن أن نصنفها بأنها ناقلات وسفن شحن عامة ويخوت ترفيهية، إضافة إلى بعض القوارب أو سفن الصيد. أغلب الغوارق كانت بسبب الحروب، العراق خاض أكثر من ثلاثة حروب، فبسبب القصف، وبسبب التحطيم العشوائي، كانت هنالك الكثير من الغوارق والكثير من الحطام".
ويشرف المسؤولون على عمليات مماثلة في شط العرب، حيث توجد سفن مهجورة في المجرى المائي يعلوها الصدأ وحطام سفن كثيرة بعضها يطفو على جانبه وبعضها الآخر غاطس جزئيا ومغطى بالصدأ.
ومن بين الحطام المتروك في شط العرب، يخت (المنصور) الرئاسي الخاص بصدام حسين صدام حسين، والذي يمكن رؤيته مقلوبا قرب ضفة شط العرب.
وقُصف اليخت ودُمر أثناء الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003، وبعد ذلك نُهبت أشياء فاخرة وصفائح بلاتين كانت تغلف أجزاءً منه.
وفي يناير، دعت الحكومة العراقية مستثمرين أجانب للمساعدة في عملية إعادة البناء بعد هزيمة مقاتلي تنظيم داعش. وتقول الحكومة إنها ستحتاج ما يصل إلى 100 مليار دولار، لإعادة بناء المدن التي تضررت بسبب الحرب.