قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة، إن المدنيين في منطقة عفرين (شمال غربي سوريا) يناشدون المجتمع الدولي للتحرك حيال "المحرقة التركية" التي بدأت الأربعاء الماضي، عبر قصف جوي وبري مكثفين، فضلا عن الإعدامات الميدانية.
ونقل المرصد، عن مصادر موثوقة، أن قصفا بريا وجويا لا يزال يستهدف عفرين منذ منتصف ليل الجمعة وحتى هذه اللحظة.
وأسفر القصف، خلال الساعات القليلة الماضية، عن عشرات القتلى والجرحى. ووثق المرصد السوري مقتل 18 مدنيا، بينهم 5 أطفال، وإصابة أكثر من 45 آخرين. ولا تزال جثث بعض القتلى تحت أنقاض الدمار الناجم عن القصف.
استهداف "متعمد"
وكحصيلة للاستهداف "المتعمد" بحق المدنيين، أسفر القصف الجوي والمدفعي والصاروخي التركي، والإعدامات التي نفذها الأتراك بحق عدة مواطنين في منطقة عفرين، منذ بدء العملية العسكرية في 20 يناير، عن مقتل 245، بينهم 41 طفلا و26 امرأة، حسب المرصد.
كما تسبب القصف في إصابة مئات المدنيين.
ورصد المرصد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ الأربعاء بين القوات التركية والفصائل المقاتلة من جهة، ووحدات حماية الشعب الكردي وقوات الدفاع الذاتي من جهة أخرى، على محاور في شمال عفرين، في محاولة من تركيا لتحقيق مزيد من التقدم والوصول لعفرين بغية اقتحامها.
لكن القوات التركية أخفقت في محاولات التقدم نحو مدينة عفرين، وتقدمت في القطاع الغربي من ريف عفرين، ضمن عمليات تضييق الخناق على مناطق سيطرة القوات الكردية في المنطقة.
وتترافق الاشتباكات مع قصف مكثف جوي وبري من قبل القوات التركية على مناطق تواجد القوات الكردية.
أوضاع مأساوية
وتزامن القصف مع قطع الكهرباء والمياه والاتصالات وتناقص حاد في الخبز والوقود، حيث تستمر طوابير المدنيين أمام المخبز الوحيد المتبقي بمدينة عفرين.
ودفعت الأوضاع الإنسانية المأساوية المدنيين في عفرين للنزوح إلى بلدتي نبل والزهراء، عبر السير مسافات طويلة على الأقدام.
لكن الأهالي أكدوا للمرصد أن القوات التركية تتعمد استهداف أي تحرك للمدنيين من مدينة عفرين والقرى المتصلة معها، البالغ عددها نحو 90 قرية وبلدة، نحو نبل والزهراء، في محاولة لإجبارهم على الفرار إلى مناطق سيطرة قواتها في ريف عفرين.
وفر أكثر من 2500 مدني منذ منتصف ليل الجمعة من المدينة نحو ريفها، وباتجاه بلدتي نبل والزهراء والأراضي الزراعية المحيطة بهما، التي يسيطر عليها مسلحون موالون لقوات النظام السوري.
وكان المرصد نشر، الخميس، أن أكثر من 30 ألف مدني نزحوا من عفرين، بينما لاتزال مئات آلاف المدنيين المتواجدين في مدينة عفرين والقرى المتصلة معها متخوفين من الاستهداف التركي لهم.