شدد وزير شؤون مجلس الوزراء في دولة الإمارات، محمد القرقاوي، على أن العلاقات مع الولايات المتحدة قوية ولا تتأثر بتغير الأشخاص. ولكنه أشار إلى أن الفترة المقبلة ستكون أفضل بسبب قلة الحروب والمؤشرات الإيجابية للاقتصاد العالمي.
وأكد محمد القرقاوي، في تصريحات له خلال لقائه الخاص مع "سكاي نيوز عربية" على هامش اجتماعات منتدى دافوس، أن الإمارات نجحت في الحفاظ على علاقات متوازنة مع القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة الأميركية والصين، من خلال تركيزها على بناء علاقات مؤسساتية تتجاوز التغيرات السياسية الداخلية.
وقال إن "الإمارات لديها قيادة حكيمة، والإمارات تتعامل مع المؤسسات. الولايات المتحدة الأميركية دولة مؤسسات."
وأضاف:"تعاملنا مع الحزب الديمقراطي ونتعامل مع الحزب الجمهوري. الرئيس هو اختيار أمريكي بحت، وهناك تغيير أيضًا في بعض السياسات."
واعتبر أنه "في دولة الإمارات، نتعامل مع الدول، وأعتقد أن المرحلة القادمة هي مرحلة طيبة لجميع دول العالم، لأن هناك نموًا اقتصاديًا سيكون على مستوى العالم."
وبحسب القرقاوي، فإن "الإمارات اليوم قد تكون من الدول القليلة في العالم التي هي قادرة أن تقف على مسافة واحدة من الفرقاء. هي صديقة الولايات المتحدة الأمريكية وصديقة الصين..وهو نهج يعكس حكمة القيادة."
وأوضح أن الإمارات اليوم تتمتع بموقع استراتيجي متميز على المستوى العالمي، حيث تسهم في تعزيز الأمن والاستقرار الاقتصادي في المنطقة والعالم.
وأشاد الوزير الإمارتي بتجربة الإمارات التنموية، مؤكدًا أنها أصبحت نموذجًا يُحتذى به ويطمح إليه العديد من شعوب المنطقة.
وأضاف أن الإمارات حققت قفزات نوعية في مختلف المجالات وأصبحت محط أنظار العالم. مشيرا إلى أن هذه التجربة تمثل مصدر إلهام للعديد من الدول الساعية إلى تحسين أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية.
25 عامًا من الشراكة الاستراتيجية
أكد القرقاوي أن الشراكة بين دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي بدأت منذ 25 عامًا، عندما قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بزيارة المنتدى، لتتوالى بعدها سلسلة من الاتفاقيات والمشاريع المشتركة التي أسهمت في تعزيز دور الإمارات على الساحة العالمية.
كما أشار إلى أن هذه الشراكة لم تقتصر على توقيع الاتفاقيات فحسب، بل شملت أيضًا تنظيم فعاليات كبرى مثل "مجالس المستقبل العالمية"، التي تُعقد سنويًا في الإمارات وتجمع أكثر من 500 مختص ومستشرف للمستقبل من مختلف القطاعات.
الإمارات ورؤية المستقبل
وفي إطار حديثه عن التغيرات العالمية، سلط القرقاوي الضوء على التحولات الجذرية التي شهدها العالم خلال ربع القرن الماضي، سواء في المجالات السياسية أو الاقتصادية أو التكنولوجية، لاسيما في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي.
وأوضح أن دولة الإمارات وضعت رؤية استراتيجية طموحة لمواكبة هذه التحولات من خلال الاستثمار المبكر في التكنولوجيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي وتقنيات البلوكتشين، التي أصبحت تشكل محورًا رئيسيًا في تطوير القطاعات الحيوية بالدولة.
الذكاء الاصطناعي.. بداية مرحلة جديدة من الحضارة
ووصف معالي القرقاوي الذكاء الاصطناعي بأنه يمثل بداية حقبة جديدة في تاريخ الحضارة الإنسانية، مشيرًا إلى أن ما نشهده اليوم من تطورات في هذا المجال هو مجرد بداية لمرحلة ستشهد تغييرات جذرية في جميع مجالات الحياة.
وأضاف أن هذه التقنيات ستكون لها تأثيرات كبيرة في قطاعات متعددة مثل الصحة والتعليم والاقتصاد، مع إمكانية تحسين القدرات البشرية، سواء على الصعيد الجسدي أو العقلي.
الإمارات.. قيادة متطلعة نحو المستقبل
وأوضح القرقاوي أن الفلسفة المستقبلية التي تتبناها دولة الإمارات ليست مجرد توجه حكومي، بل هي جزء أساسي من ثقافة الدولة منذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وأكد أن القيادة الإماراتية تؤمن بأن المستقبل هو مفتاح التقدم، ولذلك فهي تعمل على تهيئة البيئة المناسبة للابتكار والإبداع، ليس فقط على مستوى الحكومة، بل عبر تمكين القطاع الخاص من المشاركة الفاعلة في عملية التنمية.
التجربة التنموية الإماراتية.. نموذج للتطور المستدام
واختتم القرقاوي حديثه بالحديث عن تجربة الإمارات التنموية، مشيرًا إلى أنها تُعد نموذجًا متميزًا للدول التي تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة.
وأكد أن الإمارات نجحت في بناء مدن عصرية ومتقدمة في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن مدن مثل دبي وأبوظبي أصبحت تنافس أكبر المدن العالمية من حيث الأمان والبنية التحتية وجودة الحياة.