تشكل الأميبا "آكلة الدماغ" -التهابُ السحايا - خطرا محدقا على مرتادي الشواطئ للاستمتاع والاسترخا، حيث تختبئ في مناطق المياه العذبة الدافئة أو المياه الغير معاجلة.
وعندما تدخل الأميبا "آكلة الدماغ" جسم الإنسان، فإنها تسبب عدوى قاتلة والتهابًا في الدماغ، مما يؤدي في النهاية إلى "أكل" أنسجة المخ.
ويعد الذهاب إلى الشواطئ في أيام الصيف الحارة، وسيلة للاستمتاع والاسترخاء. ولكن إذا لم تكن بالقرب من المحيط المالح، فقد تختار السباحة في مجرى مائي أو نهر أو بحيرة أو حمام سباحة، وهنا مكمن الخطر.
فقد تم اكتشاف الأميبا لأول مرة من قبل علماء الطب في جنوب أستراليا في الستينيات بعد عدة وفيات غامضة، بسبب شكل غير عادي من التهاب السحايا في الخمسينيات.
فيروس "نايغليريا فوليري"، هي أميبا أحادية الخلية تنقلها المياه وتهاجم الدماغ ، يوجد عادة في المياه العذبة والتربة، ويزدهر في درجات حرارة المياه الدافئة التي تتراوح من 25 درجة مئوية إلى 40 درجة مئوية.
لا يبقى الفيروس على قيد الحياة في المياه المالحة أو المياه العذبة المطهرة بشكل صحيح بالكلور. وهذا يشمل إمدادات المياه البلدية المكلورة التي يتم تطهيرها واختبارها بدقة لضمان عدم قدرة جميع مسببات الأمراض، بما في ذلك "نايغليريا فوليري"، على البقاء على قيد الحياة. هذه المياه آمنة لجميع الاستخدامات بما في ذلك الاستحمام.
كيف تصل الأميبا إلى الدماغ؟
يتميز هذا المرض بمسار عدوى غير عادي. فلا يمكن أن تصاب بالعدوى عن طريق شرب المياه الملوثة. بل يصيب دماغ الشخص فقط من خلال دخول الماء إلى أنفه وممراته الأنفية، وهو ما يسمح للأميبا بالمرور عبر أنسجة الأنف، وإصابة الدماغ والجهاز العصبي المركزي.
وأشار موقع "ساينس أليرت" إلى إمكانية العدوى القاتلة عن طريق شطف الممرات الأنفية بالماء الذي يحتوي على الأميبا.
من الأعراض المبكرة للعدوى، الصداع والغثيان والقيء والحمى وتيبس الرقبة. وقد يستغرق تطور العدوى عدة أيام بعد التعرض للأميبا.
وإذا عانى شخص ما من هذه الأعراض بعد تعرضه لمياه ملوثة محتملة، فهناك حاجة إلى عناية طبية عاجلة. على الرغم من أن معدل البقاء على قيد الحياة أقل من 5%، إلا أن هناك حالات نادرة حيث ساعد الاهتمام الطبي السريع الشخص المصاب على البقاء على قيد الحياة.
ووفق المصدر، فقد أغلقت أستراليا بحيرة ليدل في وادي هانتر، نيو ساوث ويلز، أمام الجمهور في عام 2016 بعد اكتشاف الأميبا. حيث كانت مياه البحيرة دافئة بشكل مصطنع وتم استخدامها لتبريد محطة طاقة تعمل بالفحم والتي تم إغلاقها الآن.
ماذا يمكن فعله لتجنب الأميبا؟
أولاً، لا تستطيع الأمبيا البقاء على قيد الحياة في مياه المحيط المالحة. ولكن يمكن أن تعيش في المياه العذبة الدافئة والأنهار والينابيع الساخنة والجداول والمسابح والبحيرات. فإذا كان لديك أي شك، فمن الأفضل أن تفترض أن الأميبا موجودة في مصادر المياه هذه. لا يزال بإمكانك السباحة، ولكن لا تضع رأسك تحت الماء. واحرص على منع دخول أي ماء إلى أنفك.
إذا كنت تفكر في السباحة في حمام سباحة بمياه عذبة، فتأكد من صيانة المسبح جيدًا وتطهيره بالكمية الصحيحة من الكلور. هذا يمنع بقاء الأميبا، ويجعل المسبح الذي يتم صيانته جيدًا وتطهيره آمنًا للسباحة. (يحمي المسبح النظيف والمصفى والمكلور بشكل صحيح السباحين أيضًا من مسببات الأمراض الأخرى التي تنتقل عن طريق المياه.)
احتمالات الإصابة بهذا المرض ضئيلة. ولكن إذا أصيب به، فمن المرجح أن يكون مميتًا.