شهدت سوريا تطورا جذريا مع سقوط النظام، مما أثار تساؤلات حول طبيعة المرحلة المقبلة وما إذا كانت ستتسم بالاقتتال الداخلي أو الاستقرار.
وفي ظل هذه التحولات، تبقى الفصائل المسلحة وموقفها من التعهدات، إضافة إلى دور الحركات الإسلامية، قضايا محورية في رسم مستقبل سوريا.
واعتبر الكاتب الصحفي حنا حوشان أن "سقوط دمشق جاء سريعا ومفاجئا، حتى بالنسبة لأكثر المتفائلين".
وأشار خلال حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، إلى "تصاعد أصوات إطلاق النار واستخدام أسلحة ثقيلة مثل المدفعية في الأيام الأخيرة للنظام، مما يعكس شدة المعارك".
كما أكد أن إعلان الفصائل المسلحة سقوط النظام عبر وسائل الإعلام الرسمية "كان بمثابة رسالة قوية في لحظات التحولات السياسية الكبرى"، مبرزا استعداد رئيس الوزراء محمد غازي الجلالي للتعاون مع المعارضة وتأكيده أنه "غير متمسك بالمناصب".
وفي السياق ذاته، أبدى عضو الائتلاف الوطني السوري هشام مروة تفاؤله بمستقبل سوريا، مستبعدا احتمالات الاقتتال الداخلي بفضل التفاهمات بين الأطراف السورية.
وقال مروة إن "روح التسامح والوطنية التي تجمع كافة مكونات الشعب السوري ستكون ضمانة أساسية للاستقرار".
وأضاف: "إشراك جميع مكونات الشعب في صياغة مستقبل البلاد سيعزز فرص التوافق ويقلل من خطر النزاعات".
على النقيض، يرى الخبير في شؤون الجماعات المتشددة ماهر فرغلي أن غياب الوحدة الفكرية والتنظيمية بين الفصائل "يمثل تهديدا لاستقرار سوريا".
وأوضح فرغلي أن "تنوع الفصائل، بما في ذلك جماعات ذات توجهات مثل القاعدة وداعش، ينذر بصراعات محتملة"، مشيرا إلى أن بعض هذه الجماعات أصدرت بيانات تدعو لـ"استمرار القتال حتى إقامة خلافة إسلامية".
ما الضامن لالتزام الفصائل المسلحة بتعهداتها؟
يرى مروة أن ضمان الالتزام بالتفاهمات يكمن في تحقيق تمثيل شامل لجميع مكونات المجتمع السوري، مما يقلل من احتمالات الانشقاقات.
وأشار إلى أهمية العمل المشترك بين السوريين لبناء "مستقبل يشمل الجميع".
لكن فرغلي يحذر من خطر الانقسامات بسبب التنوع الفكري للفصائل، موضحا أن بعض الجماعات المسلحة، بخاصة المتشددة، قد لا تلتزم بالتفاهمات.
وذكر أن "الحركات الإسلامية تتميز بوحدة فكرية تجعلها أقل عرضة للانشقاقات، بينما تواجه الفصائل السورية تهديدات متزايدة في هذا الصدد".
وتشير تصريحات فرغلي إلى أن بعض الأطراف قد ترى سقوط النظام فرصة لدعم الإسلام السياسي.
وقال إن "تنظيمات مثل الإخوان المسلمين والجماعات السلفية الجهادية تسعى لاستغلال هذه اللحظة لتعزيز نفوذها"، لكن التنوع داخل الفصائل السورية يجعل هذا الهدف صعب المنال.
أما من الجانب الإقليمي، أوضح الخبير في الشؤون الإقليمية والدولية حكم أمهز من طهران، أن "إيران ستدعم الخيار الذي يختاره الشعب السوري"، مشيرا إلى أن مصالحها تتماشى مع الاستقرار في المنطقة.
ولفت أمهز إلى قدرة إيران على التكيف مع التغيرات المستمرة في العلاقات الدولية لتحقيق أهدافها.