قالت أربعة مصادر مطلعة على معلومات استخباراتية أميركية محدّثة لرويترز، يوم الأربعاء، إن قدرات جماعة حزب الله اللبنانية العسكرية تراجعت بشدة بسبب الضربات الإسرائيلية لكن الجماعة ستحاول على الأرجح إعادة بناء مخزوناتها وقواتها.
وقال مسؤول أميركي كبير ومسؤول إسرائيلي ونائبان أميركيان اطلعا على معلومات استخباراتية، بعد أن طلبوا عدم ذكرهم بالاسم في التقرير، إن أجهزة المخابرات الأميركية قدرت في الأسابيع القليلة الماضية أن حزب الله بدأ، حتى في وقت كانت فيه الحملة العسكرية الإسرائيلية مستمرة، في تجنيد مقاتلين جدد ويحاول العثور على سبل لإعادة التسلح عبر الإنتاج المحلي وتهريب مواد عبر سوريا.
وأفاد اثنان من المصادر بأنه من غير الواضح إلى أي مدى تباطأت هذه الجهود منذ الأسبوع الماضي، عندما توصل حزب الله وإسرائيل إلى وقف هش لإطلاق النار، يحظر تحديدا شراء حزب الله للأسلحة أو أجزاء الأسلحة.
وفي الأيام القليلة الماضية، حاولت إسرائيل إضعاف قدرة حزب الله على إعادة بناء قوته العسكرية، إذ قصفت العديد من منصات إطلاق الصواريخ التابعة للجماعة في لبنان وقصفت المعابر الحدودية مع سوريا واعترضت طريق طائرة إيرانية يشتبه في أنها كانت تنقل أسلحة للجماعة.
وتشير تقديرات وكالات المخابرات الأميركية إلى أن حزب الله يعمل بقوة نارية محدودة، إذ خسر أكثر من نصف مخزوناته من الأسلحة وآلاف المقاتلين خلال الصراع مع إسرائيل، مما يعني بالتالي تقليص القدرة العسكرية للجماعة إلى أدنى مستوى منذ عقود.
ولكن حزب الله لم يتم تدميره كليا، إذ قالت المصادر إنه لايزال يحتفظ بآلاف الصواريخ قصيرة المدى في لبنان، وسيحاول إعادة ملء مخزونه باستخدام مصانع الأسلحة في الدول المجاورة التي تتوفر طرق نقل منها.
وأشار أحد النائبين إلى أن حزب الله "تمت عرقلته" في الأمد القريب، وتقلصت قدرته على القيادة والسيطرة ولكن "هذه المنظمة مصممة من أجل أن تتعافى من الارتباك".
ونقلت "رويترز" عن مسؤولين في حزب الله قولهم إن حزب الله سيواصل العمل بوصفه "مقاومة" ضد إسرائيل، لكن نعيم قاسم الأمين العام للحزب لم يذكر أسلحة الجماعة في خطاباته الأخيرة، بما في ذلك تصريحاته بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار.
وتقول مصادر في لبنان إن أولوية حزب الله هي إعادة بناء منازل أنصاره بعد أن دمرت الضربات الإسرائيلية مساحات شاسعة من جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت.
تحديات تتعلق بالتدريب
وفق تصريح لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأسبوع الماضي فإن حزب الله لم يضعف بسبب قتل إسرائيل للعديد من قادته منذ يناير وهجومها عليه بريا منذ أوائل أكتوبر.
وذكر عراقجي أن حزب الله استطاع إعادة تنظيم صفوفه والقتال بكفاءة.
غير أن المصادر قالت لرويترز إن هناك معلومات استخباراتية أميركية تشير إلى أن إسرائيل قضت على آلاف الصواريخ التي يملكها حزب الله في لبنان، مما دفع كوادر مقاتليه إلى التراجع عن الحدود مع إسرائيل.
وأوضحت المصادر أن معلومات المخابرات تشير إلى أن حزب الله سيواجه على الأرجح تحديات كبيرة تتعلق بالتدريب لسنوات قادمة رغم أن حصر العدد الدقيق لمقاتليه يظل أمرا صعبا.
وحسبما ذكر مسؤولون أميركيون فإن انهيار حزب الله يشير إلى فجوة متزايدة في قدرة إيران العسكرية ويثير شكوكا حول قدرتها على استخدام حلفائها في مهاجمة إسرائيل وخصوم آخرين لها في الأمد القريب.
وذكر مسؤول أميركي ثان أن إسرائيل كانت تواجه في الماضي احتمال أن يرد حزب الله من لبنان عليها إذا فكرت في ضرب إيران، لكن مع إضعاف الجماعة اللبنانية تستطيع إسرائيل مهاجمة إيران بشكل مباشر بدون تعرض مناطقها الشمالية لنفس التهديد.