أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الإرهاب لا يفهم سوى لغة القوة، مشيرًا إلى أن الجيش السوري، بالتعاون مع حلفائه، مستعد لإعادة السيطرة على المناطق التي استولت عليها التنظيمات المسلحة مؤخرًا.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه مناطق الشمال السوري تحولات ميدانية خطيرة، مع سيطرة المعارضة المسلحة على مواقع جديدة وسط انتقادات دولية للدور التركي والإيراني.
المشهد الميداني
"التاسعة" على سكاي نيوز عربية، ناقشت مع الخبير العسكري والاستراتيجي العميد تركي الحسن من دمشق مستجدات المشهد السوري، حيث أكد أن الجيش السوري قد بدأ بإعادة تنظيم صفوفه بعد انسحاب غير منظم من بعض المواقع في إدلب وحلب.
وقال إن القوات السورية أعادت السيطرة على بلدات استراتيجية في شمال حماة، مثل قلعة المضيق، بهدف تعزيز مواقعها الدفاعية استعدادًا لهجوم مضاد.
وأشار الحسن إلى أن التنظيمات المسلحة استفادت من الدعم الخارجي، خصوصًا الطائرات المسيّرة المتطورة التي تلعب دورًا أساسيًا في رصد تحركات الجيش السوري، لكنه أكد أن الجيش يمتلك منظومات دفاع جوي قادرة على التصدي لهذه التقنيات، مشيرًا إلى ضرورة تطوير الردع العسكري في المرحلة المقبلة.
الدور التركي والإيراني
انتقد العميد الحسن الدور التركي في دعم التنظيمات المسلحة، مشيرًا إلى أن تركيا تحتفظ بوجود عسكري ضخم شمال سوريا، يتضمن أكثر من 17 ألف جندي ومعدات ثقيلة.
واعتبر أن هذا الدعم يمثل عقبة رئيسية أمام استقرار الأوضاع في إدلب وشمال حلب. كما أشار إلى الدور الأميركي في توجيه هذه الفصائل المسلحة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تستخدم الجماعات المسلحة كبديل للقوات البرية التقليدية في تحقيق أهدافها الإقليمية.
وأضاف الحسن أن الدعم الإيراني، وإن كان أساسيا في مواجهة الإرهاب، قد تعرض لانتقادات دولية بسبب ارتباطه بالتوترات في لبنان وفلسطين، ما زاد الضغط على الحلفاء الإقليميين لسوريا.
هل انتهى مسار أستانا؟
وفيما يتعلق بالمسار الدبلوماسي، أكد الحسن أن مسار أستانا، الذي كان يهدف إلى تحقيق خفض التصعيد في سوريا، يبدو أنه وصل إلى نهايته.
وأوضح أن تركيا، كأحد الأطراف الضامنة للمسار، لم تلتزم بتعهداتها، بل قامت بدعم التنظيمات المسلحة لمهاجمة مواقع الجيش السوري.
وقال الحسن إن تصريحات الأسد الأخيرة تعكس تحوّلًا استراتيجيًا نحو الخيار العسكري بدلاً من الاعتماد على المسارات الدبلوماسية التي أثبتت عدم فعاليتها في المرحلة الحالية.
التحديات والمستقبل
في ختام النقاش، أوضح العميد الحسن أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدًا عسكريًا مكثفًا لاستعادة المناطق التي فقدها الجيش السوري.
وأكد أن الجيش يعتمد على خبراته المتراكمة وقدرته على التكيف مع التحديات الجديدة، خصوصًا مع استخدام الطائرات المسيّرة والأسلحة المتطورة.
وأشار الحسن إلى أن المشهد السوري يبقى رهينًا للتطورات الإقليمية والدولية، خصوصًا مع تزايد الحديث عن مصالح متشابكة بين الولايات المتحدة، تركيا، وإسرائيل في دعم التنظيمات المسلحة.
ورأى أن التعاون مع الحلفاء، خصوصًا روسيا وإيران، سيكون ضروريًا لتحقيق تقدم على الأرض.
ما هي قدرة الجيش السوري؟
يبقى السؤال الأبرز حول قدرة الجيش السوري على استعادة السيطرة وسط التحديات العسكرية والدبلوماسية المتزايدة، وبينما تعيد دمشق ترتيب أولوياتها، تبقى المنطقة بأكملها في حالة ترقب لما قد تحمله الأيام القادمة.