وسعت القوات الإسرائيلية التوغل في شمال قطاع غزة ووصلت الدبابات إلى الأطراف الشمالية لمدينة غزة حيث قال سكان إنها دكّت بعض المناطق في حي الشيخ رضوان، مما أجبر الكثير من الأسر على مغادرة منازلها.
وقال سكان إن القوات الإسرائيلية عزلت فعليا مدن بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا في أقصى شمال القطاع عن مدينة غزة، ومنعت التنقل بين المنطقتين إلا بعد الحصول على تصريح من السلطات الإسرائيلية للأسر الراغبة في مغادرة البلدات الثلاث انصياعا لأوامر الإخلاء.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن عمليات التوغل الإسرائيلية المستمرة منذ 8 أيام في شمال القطاع أسفرت حتى الآن عن مقتل العشرات من الفلسطينيين، ويخشى أن يكون عشرات آخرون قد لقوا حتفهم على الطرق وتحت أنقاض منازلهم دون أن تتمكن الفرق الطبية من الوصول إليهم.
وكتب عدد من سكان جباليا عبر مواقع التواصل الاجتماعي "لن نرحل.. نموت ولن نرحل".
وتعرض الجزء الشمالي من غزة، الذي يسكنه أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، لقصف إسرائيلي شامل في المرحلة الأولى من الهجوم على القطاع الذي بدأ منذ عام عقب هجوم في السابع من أكتوبر تشرين الأول على بلدات إسرائيلية نفذه مسلحون فلسطينيون وتقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة.
وبعد عام من الهجمات الإسرائيلية المستمرة التي قتلت حتى الآن نحو 42 ألف فلسطيني وفقا لسلطات الصحة في غزة، عاد مئات الآلاف من السكان إلى المناطق الشمالية المدمرة.
ومنذ أسبوع أرسلت إسرائيل قوات مرة أخرى إلى شمال القطاع قائلة إن ذلك يهدف للقضاء على مقاتلين يعيدون تنظيم صفوفهم لشن المزيد من الهجمات. وتنفي حركة حماس تنفيذ مقاتليها لعمليات خلال وجودهم بين المدنيين.
وقال ناصر أحد سكان بيت لاهيا في شمال قطاع غزة إنه في الوقت الذي يوجه العالم أنظاره إلى لبنان احتمال قيام إسرائيل بضرب إيران، تقوم إسرائيل بإبادة جباليا.
وأضاف أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تقوم بتفجير بيوت ومربعات سكنية، مشيرا إلى أن السكان لا يجدون ما يأكلونه، وهم محاصرون داخل بيوتهم وهم خائفون من أنه في أي لحظة قد تنهال عليهم القذائف.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم الأحد إن القوات المنتشرة في مختلف أنحاء قطاع غزة هاجمت نحو 40 هدفا وقتلت عشرات المسلحين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقال الجناحان المسلحان لحماس والجهاد الإسلامي وفصائل أخرى أصغر إن مقاتليهم هاجموا القوات الإسرائيلية في جباليا ومناطق مجاورة بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف الهاون.
ويقول مسؤولون فلسطينيون والأمم المتحدة إنه لا توجد مناطق آمنة في غزة. كما أبدوا مخاوفهم إزاء النقص الحاد في الغذاء والوقود والإمدادات الطبية في شمال القطاع وقالوا إن خطر المجاعة يلوح هناك.
وقال سكان إن قذائف دبابات سقطت في بعض شوارع حي الشيخ رضوان في مدينة غزة حيث وصلت دبابات إلى أطراف المنطقة لينتشر الذعر بين السكان في الجنوب.
وقالت مصادر إعلامية في غزة إن قرابة 300 فلسطينيي قتلوا في شمال قطاع غزة منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية قبل 9 أيام.
مقتل أسرة من 8 أفراد
واليوم الأحد، قال مسؤولون طبيون فلسطينيون إن هجوما شنته إسرائيل على وسط قطاع غزة أسفر عن مقتل أسرة مكونة من 8 أفراد في الوقت الذي تقاتل فيه القوات الإسرائيلية مسلحين فلسطينيين وتطالب بإجلاء مئات الآلاف من الأشخاص من شمال القطاع، بحسب الأسوشيتد برس.
وأصاب الهجوم الذي شنته إسرائيل على غزة في وقت متأخر من مساء السبت منزلا في مخيم النصيرات للاجئين، ما أسفر عن مقتل الوالدين وأطفالهما الستة، الذين تراوحت أعمارهم بين 8 و23 عاما، وفقا لما أعلنه مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح القريبة، الذي تم نقل الجثث إليه.
وذكر المستشفى أن 7 أشخاص آخرين أصيبوا، بما في ذلك امرأتان وطفل في حالة حرجة. وأحصى مراسل لوكالة أسوشيتد برس الجثث وقام بتصوير صلاة الجنازة التي أقيمت في المستشفى.
وتضغط أسرائيل من أجل إخلاء كامل لشمال قطاع غزة.