المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيريللو،يوم الاثنين، إن الحواجز البيروقراطية والتأخيرات التي تفرضها مفوضية العون الإنساني السودانية، وهي هيئة حكومية معنية بتنسيق المساعدات، منعت 7 ملايين سوداني من تلقي الغذاء والدواء الطارئين.
وندد المسؤول الأميركي باستخدام "التجويع" كسلاح في الحرب الحالية، وطالب المفوضية ببذل المزيد من الجهود لتسهيل وصول الأمم المتحدة وغيرها من الجهات الفاعلة الإنسانية إلى جميع أنحاء السودان، بما في ذلك ضمان بقاء معبر أدري على الحدود التشادية السودانية مفتوحا.
رقعة الجوع تحاصر الملايين
وتزامنت تصريحات بيريللو مع تقارير تحدثت عن عزم الحكومة السودانية إغلاق معبر أدري، في ظل اتساع كبير للمعاناة الإنسانية ورقعة الجوع التي تحاصر الملايين بسبب الحرب المستمرة في البلاد منذ منتصف أبريل 2023.
وتعول المنظمات الدولية العاملة في مجال الإغاثة على معبر أدري كأحد أهم المنافذ المحتملة لتسهيل وصول المساعدات.
ويعتبر المعبر واحد من ثلاث معابر مهمة على الحدود الممتدة على طول أكثر من 1400 كيلومترا بين السودان وتشاد، من نقطة الالتقاء مع حدود ليبيا شمالا إلى إفريقيا الوسطى وجنوب السودان جنوبا.
ويقع معظم الشريط الحدودي الجنوبي والغربي بما في ذلك منطقة المعبر تحت سيطرت قوات الدعم السريع، لكن الحكومة السودانية تقول إن مفوضية العون الإنساني هي من ستقوم باجراءات فتح المعبر واصدار أذونات العبور.
وتتهم الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية طرفي الحرب - الجيش وقوات الدعم السريع - بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، لكن الطرفان يتبادلان الاتهامات حول مسؤولية عرقلة الجهود الدولية.
وأعلنت قوات الدعم السريع التزامها بالتعهدات التي قطعتها خلال مفاوضات جنيف في أغسطس الماضي، وقالت إنها تعمل على تأمين وصول المساعدات في المناطق التي تسيطر عليها.
من جانبها، أكدت الحكومة السودانية التزامها بالتعاون مع جميع المنظمات لضمان إيصال المساعدات. وقال ابراهيم جابر عضو مجلس السيادة السوداني خلال لقائه يوم الاثنين بوفد أممي برئاسة نائب المفوض السامي لشئون اللاجئين رؤؤف مازوت ونائب المدير التنفيذي لليونسيف إدوارد جيبن إن الحكومة السودانية عملت على فتح 7 معابر و 6 مطارات أمام الرحلات الجوية المخصصة لنقل وإيصال المساعدات الإنسانية من مطار بورتسودان الى بقية مناطق السودان.
الأوضاع الإنسانية تزداد سوء
وتتزايد الحاجة لتوصيل المساعدات الإنسانية بشكل عاجل في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء. وبسبب اتساع رقعة الحرب في أكثر من 70 في المئة من مساحة البلاد، تزداد الأوضاع الإنسانية سوءا حيث تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 25 مليون من سكان البلاد البالغ تعدادهم 48 مليون نسمة يواجهون شبح المجاعة.
وفقد أكثر من 60 في المئة من السودانيين مصادر دخلهم بسبب الحرب وأصبح معظمهم في حاجة لمساعدات غذائية وعلاجية. كما تشهد الأسواق العاملة في البلاد انفجارا كبيرا في الأسعار وندرة واضحة في العديد من السلع الغذائية الرئيسية، خصوصا القمح والسكر والزيوت التي ارتفعت بنسب تراوحت بين 150 إلى 300 في المئة.