لمدة شهر تقريبا، انتظر الشرق الأوسط والمجتمع الدولي على أهبة الاستعداد "انتقام" حزب الله من إسرائيل، بعد اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر في بيروت في 31 يوليو.
وقد تحقق أخيرا هذا الانتقام، في صباح يوم 25 أغسطس، لكن هذه الخطوة كانت "فاشلة إلى حد كبير"، على حد وصف مركز أبحاث "أتلانتيك كاونسل".
وأشار التقرير الأخير من المركز، إنه بالرغم من فشل الصواريخ في زعزعة إسرائيل، إلا أن حزب الله حشدت أجهزتها الدعائية، لترسم صورة حول مقدرة الحزب على تصفية الحسابات مع الإسرائيليين.
وأشار التقرير إلى أنه بما أن حزب الله ملتزم بإنقاذ حلفائه في غزة، فإن الحزب اللبناني لا يريد حاليا حربا كاملة مع إسرائيل.
وأشار التقرير إلى أن الضغوط الدولية والأميركية المتزايدة على إسرائيل بشكل عام، والمطالب بعدم فتح جبهة لبنانية كاملة، مكّنت حزب الله من السيطرة على وتيرة هذا الصراع.
ولكن مع استمرار القتال، أصبح الاستنزاف المتبادل يميل بشكل متزايد لصالح إسرائيل. لقد قتلت إسرائيل المزيد من مقاتلي حزب الله، بما في ذلك كبار القادة، ونزح ما يقدر بنحو 100 ألف لبناني جنوبي من منطقة القتال، الأمر الذي أثقل كاهل الدولة اللبنانية.
وأصبح وضع حزب الله أكثر تعقيدا بعد 27 يوليو، عندما أصاب صاروخ طائش أطلقه الحزب ملعبا لكرة القدم في مجدل شمس في مرتفعات الجولان، مما أدى إلى مقتل 12 طفلا. ورد الإسرائيليون باغتيال شكر في بيروت، ومنذ تلك اللحظة فصاعدا، لم يتمكن حزب الله من المضي قدما كالمعتاد.
وأشار تقرير "أتلانتيك كاونسل" إلى أن إسرائيل أذلت حزب الله بشكل علني، التي كان صمتها على عملية الاغتيال سيجعلها تبدو ضعيفة وعاجزة أمام قاعدتها.
وصب استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة في مصلحة حزب الله، لتبرير التأخير، وكان بوسع الحركة أن تزعم أنها أرجأت الانتقام ليس بسبب الضعف أو الخوف من الحرب، بل لتجنب تقويض الهدف الأساسي الأكبر المتمثل في إنهاء الحرب في غزة.
العملية الإعلامية لحزب الله
وفي الوقت نفسه، أعادت الآلة الإعلامية لحزب الله صياغة تأخير الرد باعتباره "المرحلة الأولى من الرد"، وهو تكتيك دعائي قديم يستخدمه حزب الله كلما تم الضغط عليه للرد على استفزاز إسرائيلي ولكنه غير قادر على القيام بذلك.
وكشفت الجماعة أيضا عن منشأة نفق العماد 4 تحت الأرض، وهو كشف يهدف إلى تعزيز صورتها لدى مؤيديها بدلا من الكشف عن أصل استراتيجي يغير قواعد اللعبة في الحرب مع إسرائيل.
في الواقع، يبدو أن هذا الكشف قد حقق تأثيره المقصود، حيث احتفلت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المؤيدة لحزب الله بالإعلان.
وبعد انتظار طويل، وجه حزب الله 320 صاروخ كاتيوشا كما يزعم "استهدفت ثكنات ومواقع إسرائيلية".
ومرة أخرى، وصف حزب الله العملية على الفور بأنها "نجاح كامل". وتابعت المجموعة في وقت لاحق زعمها أن جميع الطائرات بدون طيار أطلقت وضربت أهدافها، والتي قالت مصادرها كذبا أنهما "هدفان حيويان في شمال تل أبيب"، ونفت أن تكون إسرائيل قد شنت ضربة استباقية.