تتواصل الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في غزة، حيث تستضيف القاهرة مباحثات بين وفود من حركتي فتح وحماس، في ظل مقترحات لتمكين السلطة الفلسطينية من إدارة القطاع بشكل كامل.
في هذه الأثناء، تشير تقارير إلى مغادرة قيادات من حماس وعائلاتهم من قطر إلى وجهات مختلفة، مع تأكيدات إسرائيلية على وجود مؤشرات إيجابية بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
المقترح المصري.. وقف القتال وتمكين السلطة
أوضح القيادي في حركة فتح جهاد الحرازين في حديثه لغرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية أن المقترح المصري يتضمن وقفًا فوريًا لإطلاق النار لمدة تتراوح بين 5 إلى 7 أيام، لإتاحة الوقت أمام حركة حماس لتحديد وضع الأسرى المحتجزين، ومن ثم بدء مفاوضات تستمر حوالي 42 إلى 60 يومًا لتسوية الملفات العالقة، بما فيها صفقة تبادل الأسرى.
وأشار الحرازين إلى أن هناك أفكارًا مصرية تهدف إلى تمكين السلطة الفلسطينية من إدارة قطاع غزة بالكامل، مشددًا على أن هناك توافقًا داخليًا وإقليميًا حول هذا الطرح.
الضغوط الإسرائيلية والأميركية
تناول النقاش الضغوط التي تواجهها إسرائيل لوقف إطلاق النار، خاصة مع المطالب الأميركية بضرورة إنهاء القتال قبل يناير المقبل.
وأشار الحرازين إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه تحديات كبيرة، حيث يحاول تحقيق مكاسب سياسية من خلال استمرار العمليات العسكرية، لكنه يدرك أن الضغوط الدولية، خاصة من واشنطن، قد تفرض عليه التوجه نحو التهدئة.
حماس وتراجع الرهانات الإقليمية
ناقش الحرازين موقف حركة حماس، مشيرًا إلى أن الرهانات التي اعتمدت عليها الحركة، مثل اشتعال الجبهة اللبنانية أو دعم حزب الله، قد فشلت.
وأوضح أن حركة حماس بدأت تدرك أن استمرار القتال يؤدي إلى خسائر كبيرة للشعب الفلسطيني، مما دفعها للتفاعل بشكل أكثر إيجابية مع الجهود المصرية.
ما بعد الحرب.. سيناريوهات إدارة القطاع
حول ما يُعرف بـ"اليوم التالي للحرب"، أشار الحرازين إلى وجود مقترحات لتشكيل لجنة مجتمعية مستقلة تضم شخصيات فلسطينية لإدارة القطاع، مع تقديم ضمانات لاستمرار المساعدات الإنسانية.
وأكد أن هناك جهودا عربية تهدف إلى إيجاد صيغة توافقية تضمن استقلالية القرار الفلسطيني وتوحيد الصفوف، لكن التحديات تبقى قائمة في ظل استمرار التواجد الإسرائيلي في القطاع.
تساؤلات بشأن المستقبل.. هدنة دائمة أم مؤقتة؟
اختتم النقاش بتساؤلات حول قدرة الأطراف على التوصل إلى هدنة دائمة تفضي إلى انسحاب جيش الاحتلال من غزة، أو الاكتفاء بهدنة مؤقتة دون حلول جذرية.
وأكد الدكتور الحرازين أن على حركة حماس التعامل بجدية مع المقترحات العربية، حيث إن الهدف الأساسي هو حماية الشعب الفلسطيني وإعادة بناء القطاع.
في ظل هذه التطورات، يبقى مستقبل غزة مرتبطًا بمدى قدرة الأطراف الفلسطينية على تجاوز خلافاتها، واستثمار الجهود الدولية والعربية لتحقيق التهدئة، وإنهاء معاناة السكان في القطاع.