يدخل المنتخب التونسي، اليوم الخميس، مرحلة جديدة بسقف طموحات عال بعد ما يقارب العام من الأزمات والفراغ الإداري وحالة التخبط التي أعقبت اعتقال رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم وديع الجريء في أكتوبر 2023 بسبب اتهامات بالفساد وسوء التصرف المالي والاختلاس.
ومنذ إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، في أغسطس الماضي، تعيين مجلس مؤقت لتسوية أزمة الاتحاد التونسي للعبة برئاسة كمال إيدير، الرئيس السابق للنادي الإفريقي، بدأت كرة القدم في تونس تتحسس أولى خطواتها من أجل إعادة البناء واسترجاع مكانتها قاريا وعربيا خصوصا بعد تعيين فوزي البنزرتي مدربا جديدا للمنتخب الأول في عهدة هي الرابعة في مسيرة المدرب العربي الأكثر تتويجا بالألقاب.
ويتطلع منتخب نسور قرطاج إلى تحقيق انطلاقة واعدة في مستهل مشواره بتصفيات كأس أمم إفريقيا 2025، وذلك عندما يستضيف منتخب مدغشقر، اليوم الخميس، بملعب رادس ضمن الجولة الأولى من المجموعة الأولى.
وفي أول مباراة بإشراف المدرب فوزي البنزرتي، البالغ من العمر 74 عاما، وتحت إدارة لجنة التسوية المؤقتة في اتحاد الكرة، سيكون رفاق يوسف المساكني أمام حتمية الخروج بنقاط الفوز وتصدر المجموعة التي تضم أيضا منتخبي غامبيا وجزر القمر.
إرث ثقيل أمام البنزرتي
وشهدت كرة القدم التونسية خلال العام الماضي واحدة من أعنف أزماتها وفترة هي الأصعب في تاريخها وذلك بعد سقوط مجلس إدارة الاتحاد السابق برئاسة وديع الجريء ثم عزل المجلس المؤقت الذي ترأسه نائبه واصف جليل حتى 15 يوليو الماضي بعد ثبوت ارتكاب تجاوزات مالية وإدارية خطيرة دفعت وزارة الرياضة التونسية إلى اللجوء للقضاء ما أسفر عن إيداع الجريء السجن وإسقاط بقية مجلس الاتحاد.
وعين المجلس المؤقت للاتحاد فوزي البنزرتي لتدريب نسور قرطاج حتى يونيو 2026 لتكون مهامه قيادة المنتخب للتأهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا المغرب 2025، ونهائيات مونديال 2026 المقرر إقامته في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
- يقود البنزرتي تونس في عهدة هي الرابعة في مسيرته التدريبية بعد 1994 و2010 و2018، وبعد مشوار لافت في تدريب الأندية التونسية والعربية.
- حقق البنزرتي سجلا زاخرا من الألقاب مع الأندية التونسية والمغربية على وجه الخصوص لكنه لم يحقق أي إنجاز يذكر مع المنتخبات بعدما أشرف على تدريب تونس في 3 مناسبات وليبيا في مناسبة واحدة.
- سيكون البنزرتي اليوم رسميا للمرة الرابعة في تدريب تونس، على أن يكون تأهل المنتخب إلى نهائيات أمم إفريقيا 2025 أول أهدافه فضلا عن مواصلة مشوار التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026.
وقال فوزي البنزرتي إنه يدرك جيدا حجم المسؤولية الثقيلة المناطة بعهدته من أجل قيادة نسور قرطاج لاستعادة هيبتهم في الكرة الإفريقية.
وأقر البنزرتي في تصريحات لسكاي نيوز عربية بأن "عملا كبيرا ينتظر المنتخب للعودة إلى الواجهة وتحقيق الأهداف التي تم الاتفاق عليها في العقد الذي تم توقيعه مع اتحاد الكرة"، مضيفا أن المنتخب بات جاهزا لتقديم أداء جيد من أجل تحقيق الإنتصارات وهي مفتاح النجاح في مشوار تصفيات أمم إفريقيا 2025.
وأضاف البنزرتي: " طوال مسيرتي كنت دوما أحبذ الأداء الجيد الذي يفضي إلى الفوز، أطلب من اللاعبين ضرورة تطبيق طريقة مثالية للعب بغاية تحقيق النقاط الثلاث، مباراة مدغشقر اليوم لن تكون سهلة بالمرة لكننا عازمون على تحقيق انطلاقة واعدة لتصدر المجموعة، طموحاتنا أكبر من مجرد التأهل للنهائيات وإنما للعب دور فاعل في النسخة المقبلة من "الكان 2025".
وبخصوص لقائه الأول في تجربته الرابعة مع منتخب بلاده، قال البنزرتي إن "أول مباراة ستكون بالتأكيد لها خصوصية ولكني أعرف جل اللاعبين وهناك عدة عناصر سبق لي تدريبها، المنتخب التونسي أعرفه كما أعرف كل الأندية التي دربتها، نحن نعمل على إعادة المنتخب إلى الواجهة بعد الفترة الصعبة الأخيرة، المسؤولية جماعية، والأندية أيضا سيكون دورها لافتا في تحقيق أهدافنا".
وفشل منتخب تونس في تحقيق نتائج جيدة في النسخة الأخيرة من كأس أمم إفريقيا التي احتضنتها كوت ديفوار في يناير وفبراير الماضيين، وذلك بخروجه من الدور الأول بعد أن احتل المركز الأخير في المجموعة وعجز عن تحقيق أي فوز في 3 مباريات لينتهي الأمر بإقالة الجهاز الفني بقيادة جلال القادري.
ووجه فوزي البنزرتي الدعوة لـ26 لاعبا لخوض مباراة مدغشقر اليوم الخميس ثم غامبيا يوم 8 من الشهر الجاري، يتقدمهم نجما النسور يوسف المساكني وفرجاني ساسي فضلا عن حضور ياسين مرياح وسيف الدين الجزيري وعيسى العيدوني ونادر الغندري وغيرهم.
رهانات قادمة بالجملة
وفضلا عن ذلك خرج نسور قرطاج من نصف نهائي دورة العاصمة الإدارية الجديدة التي احتضنتها مصر في أبريل الماضي، كما خرج بتعادل في طعم الخسارة أمام ناميبيا في تصفيات مونديال 2026، والتي انتهت بدورها بإقالة المدربين منتصر الوحيشي وأنيس البوسعيدي من منصبيهما قبل تعيين فوزي البنزرتي ومساعديه قيس اليعقوبي وعثمان النجار.
ويملك منتخب تونس رقما قياسيا كأكثر المنتخبات حضورا متتاليا في كأس أمم إفريقيا إذ لم يغب عن النهائيات طيلة 16 نسخة دون انقطاع وذلك من 1994 حتى النسخة الأخيرة 2024.
وحققت تونس أفضل نتائجها في 2004 عندما استضافت النهائيات وتوجت باللقب بعد الفوز على المغرب في النهائي (2 -1).
ويطمح المنتخب التونسي إلى التأهل للمرة السابعة عشرة تواليا لأمم إفريقيا وتدعيم رقمه القياسي القاري، وذلك عندما يواجه كلا من مدغشقر وغامبيا وجزر القمر ذهابا وإيابا من أجل الحلول في المركز الأول أو الثاني.
وتشهد تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025، مشاركة 48 منتخبات موزعة على 12 مجموعة على أن يتأهل الأول والثاني من كل مجموعة إلى النهائيات المقرر إقامتها في المغرب بين 21 ديسمبر 2025 و18 يناير 2026.