يتزايد الضغط على بايدن للسماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي، باستخدام الأسلحة الأميركية، مع وجود دلائل تشير إلى تفكير واشنطن بجدية في الأمر.
وقال مصدران مطلعان على الأمر لشبكة إن بي سي نيوز إن بعض كبار المسؤولين الأميركيين، يؤيدون رفع القيود المفروضة على كيفية استخدام أوكرانيا للأسلحة التي توفرها واشنطن.
"دع أوكرانيا تستخدم الأسلحة الغربية لضرب أهداف داخل روسيا".. هذه هي الرسالة، التي ظلت لفترة طويلة تمثل أولوية بالنسبة لكييف وأشد مؤيديها.
ظلت الولايات المتحدة حتى الآن غير متأثرة بضغوط الحلفاء الغربيين، الذين شجعوا على فكرة استخدام الأسلحة الأوكرانية في الداخل الروسي.
ولكن هناك دلائل على أن هذا قد يتغير قريبا.
جدل حول ضرب الداخل الروسي
وقال مصدران مطلعان على الأمر لشبكة إن بي سي نيوز إن "الجدل" داخل إدارة بايدن حول هذه القضية مستمر، ويؤيد بعض كبار المسؤولين رفع القيود المفروضة على كيفية استخدام أوكرانيا للأسلحة التي توفرها واشنطن.
وقد اكتسب هذا النقاش زخما منذ أن شنت روسيا هجوما جديدا عبر الحدود في منطقة خاركيف شمال شرق أوكرانيا في وقت سابق من هذا الشهر، وحذرت كييف من أنها قد تحشد قواتها أيضا للقيام بتوغل آخر في سومي المجاورة.
وتشعر أوكرانيا بأنها أصبحت "مشلولة"، بحجة أن القيود المفروضة على استخدامها للأسلحة التي يزودها الغرب بها أعطت موسكو ميزة غير عادلة.
وقال ميكولا بيليسكوف، وهو باحث في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الإستراتيجية، إن روسيا "تستطيع استخدام البنية التحتية العسكرية على أراضيها للحرب ضد أوكرانيا دون أي عقبات".
وقال بيليسكوف، المقيم في كييف، لشبكة إن بي سي نيوز الأربعاء: "نتيجة لذلك، هناك عدم تناسق في القوى.. وهجوم خاركيف أظهر ذلك بوضوح".
وقد دفع الإلحاح من جانب كييف، التي لا تزال تنتظر المساعدات العسكرية الأميركية الحاسمة، قائمة متزايدة من المسؤولين الغربيين إلى دعم فكرة إزالة القيود المفروضة على ضرب أهداف داخل روسيا.
الخط الأحمر
خلال معظم فترات الحرب، رسم شركاء كييف "خطا أحمر ثابتا" بشأن استخدام أوكرانيا الأسلحة التي يزودونها بها داخل الأراضي الروسية، خوفا من تصعيد الكرملين الذي قد يحول الصراع إلى حرب عالمية ثالثة.
وكانت إدارة بايدن ثابتة في هذا الموقف، وقد تكون قلقة من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد ينتقم باستخدام الأسلحة النووية، التي هدد بها بانتظام طوال الصراع.
لكن مع تراجع أوكرانيا عدديا وتراجعها في التسليح، طالبت كييف حلفائها علنا بتخفيف قيودهم.
وأصبح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أحدث الداعمين البارزين للفكرة الثلاثاء. واقترح السماح لأوكرانيا بضرب أهداف عسكرية داخل روسيا.
وانضم إلى ماكرون المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي وافق على الفكرة الثلاثاء.
ويأتي ذلك على خلفية مناشدات الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينز ستولتنبرغ المتكررة للسماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة التي زودها بها الغرب لضرب أهداف داخل روسيا، قائلا إن عدم القيام بذلك يعيق قدرة كييف "على الدفاع عن نفسها". وهي وجهة نظر يتقاسمها عدد من الأعضاء الأوروبيين في التحالف، بما في ذلك بريطانيا والسويد وبولندا.
موقف الإدارة الأميركية
في المناقشات السابقة داخل إدارة بايدن حول المدى الذي يجب أن يذهب إليه تسليح أوكرانيا، اتخذ وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز موقفا أكثر جرأة، ودعم توفير صواريخ طويلة المدى وأسلحة أخرى.
وقال بلينكن: "لم نشجع أو نمكن الضربات خارج أوكرانيا. على أوكرانيا، كما قلت من قبل، أن تتخذ قراراتها الخاصة بشأن أفضل طريقة للدفاع عن نفسها بشكل فعال"، مؤكدا أن على كييف "التكيف".
وأضاف بلينكن: "مع تغير الظروف، ومع تغير ساحة المعركة، ومع تغير ما تفعله روسيا.. لقد تأقلمنا وتكيفنا أيضا وأنا واثق من أننا سنواصل التكيف"، في تلميح حول احتمالية السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأميركية لضرب الداخل الروسي.
حذر في حال "الضوء الأخضر"
وقال كريستوفر توك، وهو خبير في الصراع والأمن في جامعة كينغز كوليدج، إنه على الرغم من أنه من المرجح أن تقوم الولايات المتحدة بإزالة القيود المفروضة على استخدام أسلحتها داخل روسيا في نهاية المطاف، إلا أنه يتعين على أوكرانيا أن تكون حذرة بشأن أنواع الأهداف التي تهاجمها وستحتاج إلى تجنب إيقاع خسائر في صفوف المدنيين.
وأضاف أنه من المهم أيضا وضع أي قرار أميركي في منظوره الصحيح.
وقال توك لموقع "إن بي سي": "لقد حققت القوات الروسية تقدما بطيئا في إقليم خاركيف، لذلك من المحتمل أن يأتي القرار الأميركي في الوقت المناسب لتقديم مساهمة مفيدة عسكريا في القتال هناك.. لكن هذا القرار لن يغير مسار الحرب".