غموض كبير يحوم حول واحد من مؤسسي فن أغاني "الراب" في الولايات المتحدة، وأحد أثرى فنانيها، بعد اتهامات تكشف جانبا مظلما للمشاهير.
شون كومز، أو الملقب بـ"ديدي"، هو مغني راب شهير، أصبح شخصية ذات قوة هائلة، خاصة في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ليس فقط في موسيقى الهيب هوب ولكن في عالم الأعمال والترفيه بشكل عام.
ثروته تجاوزت المليار دولار، ولكنها لم تكن كافية لتلميع سمعته، حيث في الأشهر الأخيرة، رفع العديد من الأشخاص دعاوى قضائية ضده، قائلين إنه استخدم نفوذه وثروته للاعتداء عليهم جنسيا، وفي بعض الحالات، للاتجار بهم، مع تجنب العواقب لعقود من الزمن.
يوم الإثنين، تصاعدت القصة، حيث قامت السلطات الفيدرالية الأميركية بمداهمة منازل ديدي في لوس أنجلوس وميامي، وكشفت أن المداهمات مرتبطة بتحقيق مستمر في مزاعم "الإتجار بالجنس".
ظهرت هذه الادعاءات لأول مرة في سلسلة من الدعاوى القضائية الأخيرة، والتي يتضمن العديد منها تفاصيل "مرعبة" ومثيرة للقلق. يذكر المدعون أن ديدي، اغتصبهم، وفي بعض الحالات، تاجر بهم عن طريق إجبارهم على ممارسة الجنس مع رجال آخرين.
أعادت هذه القضايا معا توجيه انتباه الجمهور نحو "فضائع" ديدي المحتملة، مما دفع بعض العلامات التجارية إلى قطع العلاقات معه وبعض المنصات لإلغاء برنامجه الواقعي القادم.
نفي قاطع
نفى كومز هذه المزاعم، قائلا في بيان أصدره في ديسمبر: "لم أفعل أيا من الأشياء الفظيعة المزعومة. سأقاتل من أجل اسمي وعائلتي ومن أجل الحقيقة".
استحوذت هذه القضايا على اهتمام الجمهور جزئيا لأن كومز كان مسؤولا تنفيذيا مؤثرا في عالم الموسيقى والأزياء.
خلال التسعينات، كان ديدي أول من ربط عالم الهيب هوب بريادة الأعمال، وبدأ بالتوقيع مع العديد من المغنين الصاعدين، حتى بدأ ببناء امبراطوريته شيئا فشيئا.
خلال تلك الفترة وحتى في الألفينات، تخلل تاريخ ديدي العديد من الاتهامات بالعنف والضرب وحمل الأسلحة والعنف ضد المرأة، لكن أي منها لم يثبت بشكل علني.
أول اتهام
الدعوى الأولى، رفعتها المغنية المعروفة كاسي، في نوفمبر 2023، والتي واعدت كومز ووقعت على علامته التجارية، قبل أعوام.
كاسي كشفت تفاصيل مروعة، بينها إجبار ديدي لها على ممارسة الجنس مع أشخاص آخرين، بينما قام هو بالتصوير، قبل أن يغتصبها هو بنفسه لاحقا، بالإضافة إلى ضربها وركلها مرات عدة خلال "نوبات غضب".
كما قام ديدي بتفجير سيارة صديق كاسي الحميم وقتها، المغني "كيد كودي".
وفي شكوى أخرى، قالت امرأة لم يكشف عن اسمها، إنه في عام 2003، عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها، نقلها كومز على متن طائرة خاصة إلى نيويورك، حيث أعطاها هو ورجلان آخران المخدرات والكحول واغتصبوها.
وفي دعوى رفعت في فبراير، قال المنتج الموسيقي رودني جونز جونيور، إن كومز تحرش به، وطلب منه أداء أعمال جنسية لإرضائه.
الأنباء الآن تشير إلى هروب ديدي من منازله، بينما تحاول السلطات الفدرالية القبض عليه، بتهمة الاتجار بالبشر لأغراض جنسية.
القصة تشغل الشارع الأميركي، وقد تفتح "علبة الديدان" وتكشف عن قصص أخرى لمشاهير متورطين بفضائح جنسية ووحشية.