تطرح الولايات المتحدة أسئلة محيرة حول كيفية انتشار فيروس أنفلونزا الطيور بين الحيوانات والمخاطر التي يتعرض لها البشر جراء ذلك، وهو ما يثير اهتمام خبراء الصحة.
وبحسب تقرير لموقع أكسيوس فإن اكتشاف سبب انتشار أنفلونزا الطيور بين الحيوانات مبكرا والعمل على الحد من انتشاره يقلل من احتمالات تحوره وتكيفه.
يقول توماس جيليسبي، عالم بيئة الأمراض بجامعة إيموري: "في الوقت الحالي، لا يشكل هذا خطرا على الإنسان، ولكننا بحاجة إلى التركيز على المخاطر التي يتعرض لها الأشخاص الذين يعملون في صناعة الألبان والذين لديهم تفاعلات مباشرة في بيئة مشتركة مع الأبقار، إذا لم نتمكن من السيطرة على هذا الخطر فإنه يمكن أن يصبح خطرا على البشر بشكل عام."
وانتشرت النسخة الحالية من فيروس أنفلونزا الطيور في جميع أنحاء العالم منذ عام 2021، مما أدى إلى مقتل الفقمات من تشيلي إلى روسيا إلى ماين، والدب القطبي في القطب الشمالي، والثعالب الحمراء في أوروبا والولايات المتحدة، وأنواع أخرى، كما تم اكتشافه أيضًا في الطيور البرية والدواجن المستزرعة.
وفي نهاية شهر مارس، أعلن مسؤولو الصحة أنهم يحققون في تفشي الفيروس في الولايات المتحدة، وتحديدا في أبقار الألبان، على الرغم من أنها قد تكون انتشرت في الماشية لعدة أشهر.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها التأكد من الإصابة بأنفلونزا الطيور في الأبقار، التي أصيبت بالمرض ولكنها تعافت بالعلاج.
تم اكتشاف إصابة بشرية خفيفة واحدة حتى الآن، لدى شخص تعرض لأبقار الألبان، لكن بعض الباحثين يشتبهون في عدم اكتشاف جميع الحالات لدى العمال.
ونقل أكسيوس عن مسؤول في الإدارة الصحية قوله: "إنه يأخذ هذا التفشي على محمل الجد، ونسرع الجهود عبر الحكومة الأمريكية لتنسيق استجابتنا"، مضيفًا أن مركز السيطرة على الأمراض قال إن المخاطر على صحة الإنسان بالنسبة لعامة الناس منخفضة.
يقول يورغن ريشت، مدير مركز التميز للأمراض الحيوانية الناشئة والأمراض الحيوانية المصدر بجامعة ولاية كانساس: "هذا حيوان مختلف. علينا أن نبدأ من جديد ونفهم ما يحدث".
كيف انتشر الفيروس بين الأبقار؟
توماس جيليسبي يوضح كيف يمكن أن يكون الفيروس قد انتشر من بقرة إلى أخرى:
• تم العثور على كميات كبيرة من الفيروس في ضروع الأبقار الحلوب، كما تم اكتشافه في الحليب غير المبستر، مما يشير إلى أنه قد ينتشر من خلال معدات الحلب.
• قال متحدث باسم إدارة الغذاء والدواء في مؤتمر صحفي أمس إن الدراسات الأولية وجدت أن البسترة تعطل نشاط الفيروس، لذا يعتبر الحليب آمنًا للشرب، فيما قد لا يكون الحليب الخام والجبن آمنا.
• من الممكن أن ينتشر الفيروس في الهواء عبر قطرات الماء.
• عادةً ما تتحور فيروسات الأنفلونزا قليلاً أثناء انتشارها وتكاثرها.
عندما ينتقل الفيروس إلى نوع جديد، تكون هناك فرص لإعادة هيكلة أجزاء أكبر من المادة الوراثية، وقد يكون ذلك صعبا أمام الفيروس لكن في بعض الأحيان قد يستطيع أن يتحول لشيء أكثر قابلية للانتقال ويسبب المزيد من المراضة والوفيات، كما يقول جيليسبي.
تتمتع هذه الأنفلونزا بفرص أكبر للانتقال وبالتالي احتمالية التكيف إلى البشر بسبب قربنا من الماشية المصابة.
عالم الأوبئة يرى أن السلالة المنتشرة بين الماشية الآن تختلف عن سلالات أنفلونزا الطيور السابقة، والتي غالبًا ما كانت قاتلة عندما ظهرت لأول مرة في البشر، مضيفا أنها أكثر ضراوة لدى الثديات باستثناء البشر.
الخنازير قد تلعب دورا في انتشر الفيروس
ويشير خبراء الصحة العامة إلى أن الخنازير هي أوعية خلط سيئة السمعة للفيروسات التي يمكن أن تنتقل في النهاية إلى البشر.
وقال متحدث باسم وزارة الزراعة الأميركية إنه لا يوجد حاليًا ما يشير إلى أن الفيروس يصيب الخنازير وأن الوزارة تعمل مع مسؤولي صحة الحيوان وصناعة الخنازير لإجراء المراقبة.
يقول ريشت: "علينا أن نكون حذرين للغاية حتى لا ينتقل إلى الخنازير" ويؤدي إلى ظهور "كوكبة وراثية جديدة" قد تكون أكثر خطورة.
وفي دراسة أولية، وجد هو وزملاؤه أن هذه النسخة من فيروس أنفلونزا الطيور يمكن أن تتكاثر في الخنازير ولكنها غير قابلة للانتقال.