بعد أن أخلت شرطة نيويورك بالولايات المتحدة مساء الثلاثاء، مبنى جامعة كولومبيا من حشود الطلاب المؤيدين لفلسطين بات الرئيس جو بايدن أمام خيارات صعبة للتعامل مع هذا الملف قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل.
بحسب ما نشر موقع أكسيوس، فإنه بالنسبة لبايدن فإن الحواجز والزجاج المكسور في الحرم الجامعي تشير إلى أن أميركا لم تعد إلى الحياة الطبيعية التي وعد بها في حملته لعام 2020، وبات البيت الأبيض أمام امتحان نهاية العام دون أن يكون لديه إجابات جيدة.
استراتيجية الصيف
إدارة بايدن تواجه مسارات لا تخلو من المخاطرة فإما أن تدين المتظاهرين بقوة، وفي هذه الحالة تخاطر بتنفير الناخبين الشباب في وقت هي في أمس الحاجة إليهم حتى يتمكن الرئيس الحال من الفوز بالانتخابات لفترة جديدة، وإما أن تتضامن مع المتظاهرين ما يجعلها تسيء إلى الوسطيين، وقد تطلب الإدارة من المتحدثين الرسميين توجيه دعوات إلى مظاهرات مدنية وسلمية، مع عدم وجود توقع حقيقي بأن الطلاب سوف يعيرونهم أي اهتمام.
هذا ولم يتطرق بايدن إلى التوتر بين الطلاب وإدارات الكليات يوم الثلاثاء، ويبدو أنه يتبنى استراتيجية تقوم على السماح للاحتجاجات بالمضي قدما، ثم انتظار مغادرة الطلاب للجامعات بحلول الصيف، على أمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس قبل عودة الطلاب في الخريف.
على صعيد متصل يشعر الديمقراطيون بالقلق إزاء مقاطع الفيديو التي تظهر المتظاهرين وهم يخربون المباني، فيما قال مات بينيت، أحد مؤسسي المنظمة الديمقراطية الوسطية "الطريق الثالث"، إن "السؤال الأكثر أهمية في هذه الانتخابات هو أي مرشح يتعلق بالنظام وأي مرشح يتعلق بالفوضى".
وبحسب أكسيوس فإنه على الرغم من أن ترامب هو أعظم عامل فوضى في تاريخ الرئاسة، فإن هذه الاحتجاجات أو غيرها قد تساعده في الفوز بالانتخابات بهذه الحجة.
وقالت ميا إهرنبرغ، المتحدثة باسم حملة بايدن: "بينما وقف دونالد ترامب بفخر مع العنصريين البيض وشجع حملات القمع العنيفة على المتظاهرين السلميين، يدافع جو بايدن عن التعديل الأول لدينا ويعزز الحماية ضد معاداة السامية وكراهية الإسلام".
أزمة بايدن مع الشباب
ويربط البيت الأبيض بين المناقشات الجامعية المرتبطة بإسرائيل وحماس الجارية في ربيع 2024 باعتبارها صدى لمناقشة وقف تمويل الشرطة التي جرت في صيف عام 2020.
بايدن في هذا التوقيت لم ينضم إلى الراغبين في دعوة وقف تمويل الشرطة لكنه عاد بعد عامين في خطاب حالة الاتحاد للدعوة إلى تمويلها.
ويشيرا استطلاع لمعهد هارفارد للسياسة إلى أن الناخبين تحت سن الثلاثين يؤيدون وقفا لإطلاق النار بنسبة 5 إلى 1.
بالرغم من ذلك فإن الحرب تعد الشغل الشاغل لــ2 بالمئة فقط من الناخبين الشباب، وهو ما يقل كثيرا عن الاقتصاد والتضخم والهجرة.
في الوقت نفسه، من الواضح أن بايدن لديه مشكلة مع الناخبين الشباب، ففي أبريل 2020، أظهر استطلاع أجرته شبكة سي إن إن تقدمه بنسبة 31 بالمئة على ترامب، وفي هذا العام، ارتفعت نسبة ترامب فعليًا إلى11 بالمئة بين الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا، وفقًا لاستطلاع جديد أجرته شبكة سي إن إن.