قررت إسرائيل، الأسبوع الماضي، تصعيد هجماتها على جماعة حزب الله اللبناني المدعومة من إيران بشكل كبير، مشيرةً وفقًا لبعض التقارير إلى أن هدفها هو "التصعيد من أجل التهدئة" – أي إخضاع خصمها لإجباره على حل دبلوماسي.
وتقول شبكة "سي إن إن" الإخبارية إن رفع درجة التصعيد الإسرائيلي تجاه حزب الله ربما تم تصميمه "لخداع حليفتها الولايات المتحدة، وجعلها تعتقد أن الحل الدبلوماسي، الذي استثمرت واشنطن فيه الآن قدرًا كبيرًا من الجهد، لا يزال هدفًا لإسرائيل أيضًا".
|لكن كلما زادت الأضرار التي لحقت بحزب الله مؤخرًا، كلما بدا أن إسرائيل تحقق نجاحًا قصير الأجل. سيكون شن حرب برية شاملة بين الجيش إسرائيلي متعب ومنقسم وبين حزب الله في جنوب لبنان على الأرجح كارثياً لإسرائيل. فهذا النوع من الحروب هو بالضبط ما يجيده حزب الله وينتظره. ومع ذلك، فإن إسرائيل لا تحتاج في الوقت الحالي إلى الانجرار"، وفقا لسي إن إن.
ويوم الإثنين، قال مصدر أمني لرويترز إن ضربة إسرائيلية مساء اليوم الاثنين على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت القيادي الكبير في جماعة حزب الله اللبنانية علي كركي قائد الجبهة الجنوبية، وذلك بعد يومين من اغتيال معظم مجلس قيادة قوة الرضوان.، من بينهم إبراهيم عقيل ويعتبر الرجل العسكري الثاني في حزب الله بعد فؤاد شكر الذي قتل في غارة إسرائيلية في 30 يوليو.
العودة إلى الشمال
بدوره، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن العمليات العسكرية "ستستمر حتى نصل إلى نقطة يمكننا فيها ضمان العودة الآمنة لمجتمعات شمال إسرائيل إلى ديارها".
كما توعد قائد الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي بضرب "أيّ طرف يهدد مواطني دولة إسرائيل".
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفخاي أدرعي لـ"سكاي نيوز عربية" إن الطائرات الإسرائيلية تستعد لمهاجمة منازل في سهل البقاع اللبناني تحتوي على أسلحة استراتيجية لحزب الله، ودعا المدنيين إلى إخلاء المنطقة على الفور.
وذكر أفيخاي أدرعي: "منذ صباح الاثنين استهدفنا أكثر من 300 منزل تضم أسلحة ووسائل قتالية متطورة يعتزم حزب الله استخدامها ضد إسرائيل".
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في مقابلة مع سكاي نيوز عربية يوم الاثنين: "هناك منازل بالبقاع تحتوي صواريخ ومسيرات وسنهاجمها قبل إطلاقها على إسرائيل".
وأضاف أن "كل منزل هاجمناه في لبنان كان يحتوي على أسلحة لحزب الله".
لكنّ الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، قالت إن التصعيد العسكري "ليس في مصلحة" إسرائيل، كما أكد الرئيس جو بايدن أنّ واشنطن تبذل قصارى جهدها لتجنب توسع رقعة النزاع.
وقبيل انعقاد الجمعية العامة السنوية، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من خطر تحوّل لبنان إلى "غزة أخرى"، وقال إنه "من الواضح أنّ الطرفين لا يبديان اهتماما بوقف لإطلاق النار" في غزة.
ويتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بعدما فتح الحزب "جبهة إسناد" لحماس وقطاع غزة إثر اندلاع الحرب بين الحركة الفلسطينية والدولة العبرية.
وأورد بيان صادر عن القوة المؤقتة التابعة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" أن رئيس بعثتها الجنرال أرولدو لازارو أجرى "اتصالات مع الطرفين اللبناني والإسرائيلي، مؤكدا الحاجة الملحة لخفض التصعيد"، مضيفا أن "الجهود تتواصل لتخفيف التوترات ووقف القصف".
وشدد البيان على أن "من الضروري إعادة الالتزام الكامل بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 والذي أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى لمعالجة الأسباب الكامنة وراء الصراع وضمان الاستقرار الدائم".
وأرسى القرار الدولي وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب العام 2006 وعزز انتشار القوة الأممية في جنوب لبنان. وبموجبه، انتشر الجيش اللبناني للمرة الأولى منذ عقود على الحدود مع إسرائيل بهدف منع أي وجود عسكري "غير شرعي" عليها.