تصاعدت المواجهات العسكرية بين إسرائيل وجماعة الحوثيين اليمنية، مما يعكس تعقيدا متزايدا في المشهد الإقليمي، مع استمرار التصعيد المتبادل وتداخل المصالح الإقليمية والدولية.
خلال الأسابيع الأخيرة، استهدفت جماعة الحوثيين الأراضي الإسرائيلية بخمس هجمات، كان أبرزها استخدام صواريخ بالستية فائقة السرعة، مما تسبب في إطلاق صافرات الإنذار وإصابة 9 أشخاص على الأقل خلال التدافع إلى الملاجئ، وفقا لهيئة الإسعاف الإسرائيلية.
وأعلن المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع، أن الجماعة استهدفت موقعا عسكريا في يافا، مؤكدا أن الهجوم يأتي في إطار مواجهة مفتوحة مع إسرائيل.
رد إسرائيلي متصاعد
إسرائيل، التي وصفت الحوثيين بأنهم "الذراع الأخيرة لمحور الشر الإيراني"، شنت غارات مكثفة على مواقع الحوثيين في الحديدة وصنعاء، شملت موانئ وبنية تحتية عسكرية، وأطلق الجيش الإسرائيلي على العملية اسم "الذراع الطويلة 2"، في إشارة إلى استراتيجيته لاستهداف الأذرع الإيرانية في المنطقة.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هدد الحوثيين بدفع "ثمن باهظ"، مؤكدا أن إسرائيل لن تتهاون مع أي تهديد أمني، كما تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بالتعامل مع قادة الحوثيين بالطريقة ذاتها التي تعاملت بها إسرائيل مع قادة حماس وحزب الله، مشيرا إلى خطط لتوسيع بنك الأهداف لتشمل تدمير البنية التحتية للحوثيين بالكامل.
انقسام
الكاتب والباحث السياسي الإسرائيلي يوني بن مناحم أوضح خلال حواره لـ"سكاي نيوز عربية" أن هناك انقساما داخل المنظومة الأمنية الإسرائيلية بشأن كيفية الرد على التصعيد الحوثي.
بينما يدعو الموساد إلى استهداف إيران بصفتها العقل المدبر لهذه الهجمات، يرى الجيش الإسرائيلي أن التركيز يجب أن يكون على الحوثيين الذين ينفذون العمليات على الأرض.
وأضاف بن مناحم أن إسرائيل بحاجة إلى جمع المزيد من المعلومات الاستخباراتية حول تحركات القادة الحوثيين، حيث لم يكونوا هدفا رئيسيا سابقا، مشيرا إلى أن هذه العملية ستستغرق وقتا حتى تتضح الصورة الكاملة للجيش.
أبعاد دولية
ويشير بن مناحم إلى أن الوضع قد يتغير بشكل جذري مع دخول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، البيت الأبيض، إذ أنه وعد نتنياهو بسياسة أكثر صرامة تجاه إيران، مما قد ينعكس على الحوثيين.
وبحسب بن مناحم، فإن "ترامب لديه خطط لتشكيل تحالفات دولية قوية لمواجهة إيران وذراعها الحوثية، بينما تتجنب إدارة بايدن التصعيد في الشرق الأوسط".
ورغم التفوق العسكري الإسرائيلي، أشار بن مناحم لـ"سكاي نيوز عربية" إلى وجود مشاكل في فعالية الدفاعات الجوية الإسرائيلية، حيث فشلت في اعتراض بعض الصواريخ الحوثية، مؤكدا أن هذه الأخطاء الفنية سيتم تداركها في المستقبل.
لكنه أشار إلى أن "الخطر الحقيقي يكمن في استمرار الهجمات الحوثية، وليس في فعالية الدفاعات الجوية نفسها".