تقف الحرب والظروف المعيشية والأمنية القاسية التي يعيشها السودان عائقا أمام رغبة السودانيين في الذهاب للحج هذا العام.
وسجل أقل من 8 آلاف سوداني فقط للحج هذا العام، الذي تضاعفت تكلفته إلى نحو 4 آلاف دولار.
ويعود السبب الرئيسي في ارتفاع تكلفة الحج إلى الانهيار الكبير في سعر الجنيه حيث يجري تداول الدولار الواحد حاليا بحوالي 1500 جنيه مقارنة مع 600 جنيه قبل اندلاع الحرب.
ويجد الكثير من السودانيين صعوبة كبيرة في توفير هذا المبلغ بعد أن جردت الحرب أكثر من 60 بالمئة منهم من مصادر دخلهم الرئيسية في بلد تخطت فيه نسبة الفقر أكثر من 70 بالمئة.
وفي ظل شمول القتال أكثر من 70 بالمئة من مناطق البلاد وخروج مطار الخرطوم وعدد من المطارات عن الخدمة، يجد الكثير من الراغبين في الحج صعوبات كبيرة في التنقل من مدنهم إلى المنافذ المحدودة التي يمكن من خلالها السفر إلى الحج والتي انحصرت في مطار بورتسودان وميناء سواكن على البحر الأحمر في شرق البلاد.
ورغم إعلان إدارة الحج والعمرة في مارس عن خطط لاستخدام مطارات أخرى في شمال ووسط وشرق البلاد لنقل الحجاج إلا ان تلك الخطط واجهت صعوبات كبيرة مع بدء عمليات تفويج الحجاج وذلك لأسباب تتعلق بجاهزية تلك المطارات والظروف الأمنية المحيطة بها.
ورغم أن السودانيين ظلوا تاريخيا يهتمون بأداء فريضة الحج، إلا أن أوضاع النزوح الحالية التي أجبرت أكثر من 10 ملايين على ترك منازلهم، جعلت جل الاهتمام يتركز في كيفية إعالة أسرهم في ظل الظروف والأوضاع المعيشية الصعبة التي نجمت عن اندلاع الحرب.
وحتى بالنسبة للمغتربين الذين كانوا يعتبرون الممول الرئيسي لحج أفراد أسرهم فقد أصبح الأمر صعبا بالنسبة لهم نظرا لذهاب معظم تحويلاتهم لتغطية تكاليف الأسر الفارة من القتال والتي فقدت مصادر عيشها الرئيسية وأصبحت أكثر اعتمادا على أقاربها من المغتربين.
كما واجه الكثير من الراغبين في الحج أيضا صعوبات كبيرة في استخراج بدائل للأوراق والمستندات الثبوتية بعد أن ترك معظمهم تلك الأوراق في أماكن سكنهم الأساسية.
وفي ظل بعد المسافة بين مدينة بورتسودان التي تعتبر المنفذ الوحيد المتاح حاليا لتفويج الحجاج يجد الكثيرين خصوصا كبار السن صعوبات كبيرة في الوصول إليها حيث تبعد المدينة عن مناطق أخرى بمسافات تصل إلى أكثر من ألف كيلومترا في بعض الحالات.