فيما تقترب الحرب الروسية على أوكرانيا من بدء عامها الثالث، لم تتمكن كييف من حسم هجومها المضاد، أو موسكو من وقف عمليات المسيرات داخل حدودها.
وخلال الأسابيع الماضية ومع اقتراب العام من نهايته، كثفت روسيا من هجماتها على جميع المحاور القتالية شرقًا وجنوبًا، في محاولة لحسم المعارك المستعرة منذ فبراير 2022، والتي استخدم فيها العديد من الأسلحة أدت إلى توجيه ضربات موجعة إلى كلا الطرفين.
4 أسلحة أوجعت أوكرانيا
يقول أوليغ أرتيوفسك الباحث في الشأن الدولي بمؤسسة "فولسك" العسكرية، إنه بالنظر إلى خريطة المعارك الميدانية بالأخص في الجبهة الجنوبية، نجد أن معظم أسلحة الغرب التي راهنت عليها كييف لم تفيدها في التقدم أو تحقيق أي انتصار يذكر خلال العام الجاري بالكامل.
ويؤكد أوليغ أرتيوفسك، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الحرب أرهقت اقتصاد الغرب أكثر خلال هذا العام بجانب مخازن الذخيرة الغربية التي أفرغت دون فائدة في هجوم كييف المضاد.
ويُضيف الباحث في الشأن الدولي بمؤسسة "فولسك" العسكرية، أن الحرب الأوكرانية أثبتت بطريقة عملية للغرب عن كفاءه الترسانة الروسية ومدى التطور التي يتمتع به الجيش، مستشهدًا بـ4 أسلحة روسية أوجعت جميع أسلحة الغرب في أوكرانيا على مدار الأشهر الماضية.
أولا: صاروخ كينغال
- كينغال هو صاروخ باليستي روسي يطلق من الجو ذو سرعة فرط صوتية، يصل مدى الصاروخ إلى 2,000 كلم، وسرعته 10 ماخ، ويمكن للصاروخ القيام بمناورات خلال كل مرحلة من مراحل طيرانه، كما يمكن تحميله رؤوس حربية تقليدية أو نووية.
- ويقول أوليغ أرتيوفسك، أن هذا الصاروخ نجح في تدمير منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكية باتريوت، كما دمر مراكز تحكم وتحصينات وبنية تحتية في العاصمة كييف ومعظم جبهات القتال.
ثانيا: مسيرة "لانتسيت"
- يستخدم الجيش الروسي طائرات "لانتسيت" المسيّرة الانتحارية لتنفيذ العديد من المهام الهجومية في أوكرانيا، مما جعل البعض يصفها بـ "السلاح المرعب".
- في تلك الزاوية يُشير أوليغ أرتيوفسك، خلال حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، إلى نجاح تلك المسيرة في تنفيذ هجمات ناجحة ضد قائمة واسعة من الأهداف الأوكرانية والغربية أبرزها: مدافع هاوتزر "إم – 777" الأمريكية ذاتية الحركة؛ وراجمات الصواريخ التشيكية "آر إم – 70".؛ والمدافع ذاتية الدفع طراز "جيبارد" الألمانية المضادة للطائرات.
ثالثا: مروحية "كا-52"
- يرى أوليغ أرتيوفسك، أن الدعم الجوي الفعال هو ما يساهم في نجاح العمليات القتالية على الأرض وهذا ما حققته مروحية "كا-52" في البحث والتوجيه واستهداف كل شيء من المركبات المدرعة والدبابات إلى المعاقل.
- وتجهيز المروحية بنظام دفاع حديث محمول جوا، والذي يوفر تلقائيا الحماية ضد الصواريخ ذات الرؤوس الموجهة بالأشعة تحت الحمراء وبالتالي يزيد بشكل كبير من قدرتها على البقاء في ظروف القتال.
رابعا: النظام الصاروخي "تور-إم 2"
- تصنف "تور - إم 2" ضمن منظومات الدفاع الجوي قصيرة المدى، التي يمكنها تحقيق حماية فعالة للأهداف الحيوية والتشكيلات العسكرية في أثناء الحركة.
- يبلغ عدد الأهداف التي تتم متابعتها في نفس التوقيت من خلال تلك المنظومة 48 هدفًا، وتبلغ سرعة الأهداف القصوى التي يمكن إصابتها 700 متر في الثانية؛ ويصل أقصى مدى للمنظومة 12 كيلو متر وأقصى ارتفاع للإصابة 10 كيلومتر في الجو.
4 أسلحة أغضبت موسكو
في تلك الزاوية يرى ألكساندروفيتش بافيل المتخصص بالشؤون العسكرية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، أن هجوم كييف المضاد لم يرتق إلى الحد المطلوب أو على الأقل إلى تطلعات الدوائر الأوكرانية التي كانت تراهن على هذا الهجوم.
ويقول ألكساندروفيتش بافيل، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الربع الأخير من العام الجاري شهد تحول في نوعيه القتال الأوكرانية التي تحولت من إخفاق على الجبهات بتكثيف القصف للمواقع الحساسة والحيوية في العمق الروسي من بينها موسكو ومبنى الكرملين.
وفند ألكساندروفيتش بافيل، 4 أسلحة ظهرت الفترة الماضية أغضبت موسكو وتسببت في إحداث خسائر في الصفوف والجنود.
أولا: الطائرات المسيرة
تنوع مصادر المسيرات التي تحصل عليها كييف منحها ميزات كثيرة ومتعددة في حرب الاستهداف والموجهات، من بينها كاميكازي الأميركية وبيرقدار التركية، بالإضافة إلى مئات المسيرات محلية الصنع والتي ساهمت بشكل كبير في إطالة أمد الحرب دون حسم روسي واضح حتى الآن.
ثانيا: منظومات هيمارس
تصنف منظومة "هيمارس" على أنها وحدة سلاح متنقلة يمكنها إطلاق صواريخ عدة دقيقة التوجيه في وقت متزامن؛ وتحمل الراجمة الواحدة 6 صواريخ موجهة، كما أنها قادر على حمل صاروخ تكتيكي من نوع "إيه تي إيه سي إم إس" (ATACMS) يبلغ مداه 300 كيلومتر.
ثالثا: مدافع هاوتزر
وتتميز مدافع هاوتزر التي قدمتها واشنطن لكييف بأنها من النوع الأخف وزنا مع عدم التضحية بمداه أو دقته، وهو ما يُسهل من نشره ونقله في مواقع مختلفة ومتغيرة؛ وهذا ما ساعد بحسب ألكساندروفيتش بافيل، القوات الأوكرانية في عدم إحراز روسيا نجاح كامل في محيط باخموت.
رابعا: صواريخ جافلين
ساهم صاروخ جافلين الأميركي الذي يعني "الرمح" ولفت الأنظار إليه في دعم صمود أوكرانيا ضد الجيش الروسي؛ ويطلق صاروخ "جافلين" عن طريق منصة أو الكتف، ويبلغ وزنه نحو 7 كيلوغرامات، ويصل مداه إلى نحو 2500 متر.
ويتميز عن غيره بأنه يسقط على الهدف من الأعلى وليس من الجانب، كما بقية الصواريخ المضادة، ما يعطيه ميزة تجاوز العوائق والقدرة على ضرب الدبابات في أضعف مناطقها؛ واللحق هذا السلاح خسائر كبيرة في صفوف المدرعات الروسية في معظم الجبهات القتالية.