شهدت مناطق شمال مدينة حمص تطورات متسارعة مع استمرار سيطرة التنظيمات المسلحة على مواقع استراتيجية، وفقًا لما أكده مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، في تصريحاته التي وصف فيها حمص بأنها "أم المعارك التي ستحدد مصير سوريا".
تقدم التنظيمات المسلحة شمال حمص
تمكنت الفصائل المسلحة من السيطرة على عدة قرى شمال مدينة حمص، بما فيها المناطق المحيطة بتلبيسة والرستن، بعد انسحاب قوات النظام من هذه المناطق.
وأشار عبد الرحمن إلى أن المقاتلين الذين تقدموا في هذه المناطق هم من أبناء المنطقة الذين هجّروا سابقًا بموجب اتفاقيات روسية-تركية عام 2018، مما ساهم في تعزيز تقدمهم بفضل معرفتهم الجغرافية الدقيقة للمنطقة.
أهمية جغرافية واستراتيجية لحمص
وصف عبد الرحمن مدينة حمص بأنها نقطة وصل استراتيجية بين دمشق والساحل السوري، بالإضافة إلى قربها من الحدود السورية اللبنانية والعراقية.
وأكد أن "معركة حمص ليست مجرد معركة محلية، بل قد تكون فاصلة لتحديد مستقبل سوريا بأكمله".
هذا التصعيد يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تعزيزات عسكرية كبيرة من قبل الأطراف كافة، مما يشير إلى احتمال اندلاع معارك واسعة في الأيام المقبلة.
الدور الشعبي والمصالحة
أوضح عبد الرحمن أن التقدم في حمص ترافق مع حاضنة شعبية من أبناء المنطقة، الذين أظهروا دعمًا للمقاتلين.
وذكر أن بعض الفصائل المسلحة التي دخلت المناطق تضم مقاتلين أجروا مصالحة محلية، ما يعكس تعقيد المشهد الميداني والسياسي.
السيناريوهات المحتملة
وفقًا لعبد الرحمن، فإن معركة حمص تحمل رمزية كبيرة، وتعد اختبارًا للقوى المختلفة التي تراهن عليها لتحقيق نفوذها الإقليمي. كما أشار إلى أن الصراع في حمص قد يفتح الباب أمام توسع المعارك باتجاه الساحل أو العاصمة دمشق.
مع استمرار التصعيد، تبقى الأنظار موجهة نحو حمص باعتبارها المحور المركزي للصراع في سوريا، حيث تتشابك المصالح الإقليمية والمحلية. وتظل التساؤلات قائمة بشأن مدى قدرة الأطراف المختلفة على حسم هذه المعركة وما سيترتب عليها من تغييرات في موازين القوى.