مع كل موجة مهاجرين غير شرعين تعبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، تثار عاصفة سياسية تبعثر الكثير من الأوراق. فأزمة الهجرة غير الشرعية وأمن الحدود الجنوبية عطلت أجندة بايدن، بسبب تمسك الجمهوريين بحل مشكلة الهجرة قبل غيرها.
نزاعات أميركية لا تنتهي، فمن المنافسة الانتخابية إلى ملف الهجرة الذي يعد أحد وأبرز عناوين الخلاف بين الرئيس الحالي جو بايدن ومنافسه دونالد ترامب اللذان يتنافسان في زياراتهما الأخيرة إلى الحدود الأميركية المكسيكية، حيث يحاول كل منهما تقديم رؤيته وسياساته بشأن الهجرة.
تقارير ترى أن ترامب يستغل زيارته للحدود في تكساس لتصوير الموقف كأزمة تهدد أمن البلاد، مع تعهده بتنفيذ سياسات ترحيل أكثر صرامة إذا فاز بالرئاسة مرة أخرى.
وقال ترامب: "الآن تجتاح الولايات المتحدة جريمة المهاجرين التي ارتكبها بايدن.. إنها شكل جديد من أشكال الانتهاكات الشنيعة لبلدنا. إنها جريمة المهاجرين.. نحن نسميها جريمة بايدن للمهاجرين، لكن هذا طويل بعض الشيء، لذا سنتركها فحسب".
بينما يسعى بايدن من خلال زيارته هذه لتغيير الصورة الدفاعية التي أطلقها سابقا بشأن الهجرة، حيث قال: "كما تعلمون، هذا هو أصعب مشروع قانون لأمن الحدود وأكثرها كفاءة وفعالية شهدته هذه البلاد على الإطلاق لذا بدلاً من ممارسة السياسة مع هذه القضية، لماذا لا نجتمع معًا ونحصل عليها".
تبادل جو بايدن ودونالد ترامب اللوم جعلت من ملف الهجرة وسياسات الحدود موضوعا ساخنا ومحوريا في سباقهما للبيت الأبيض في نوفمبر المقبل.
وأشار الخبير الاستراتيجي الديمقراطي جاستين توماس راسل لـ"أميركا اليوم" على "سكاي نيوز عربية" أن زيارة بايدن للحدود جاءت في إطار استطلاع لوضع الحدود الجنوبية ولمزيد تقوية حملته الانتخابية.
- تُعتبر قضية الهجرة غير الشرعية تحديا كبيرا لأميركا، وتواجه إدارة بايدن تحديات كبيرة في التعامل مع هذه القضية.
- الهجرة غير الشرعية هي نتيجة للوضع الجيوسياسي متغير في المنطقة.
- على إدارة بايدن النظر بجدية والتحرك باتجاه إيجاد حل إقليمي لمشاكل المنطقة.
- ضرورة التعامل بحكمة مع نظام للهجرة المفروض على الولايات المتحدة.
- لا يمكن مقارنة أرقام الهجرة اليوم بتلك التي كانت موجودة في بداية القرن العشرين بسبب اختلاف الأسباب والظروف.
- لا يمكن تطبيق والتزام بسياسات كانت فعالة في عهد ترامب بسبب عدم توافقها مع الوقت الحالي والظروف الراهنة، لذا بدلاً من بناء جدار فاصل يمكن الاستثمار في تعزيز الشرطة.
- لا يمكن اتهام بايدن عندما يتعلق الأمر بكيفية التعامل مع مسألة الهجرة غير الشرعية لأنها تعتبر قضية حساسة للجميع.
- إعاقة الجمهوريون تمرير قوانين لها علاقة بالهجرة.
- ضرورة إيجاد حل حزبي شامل من قبل الحزبين الجمهوري والديمقراطي فيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية.
من جهته، يقول الخبير الاستراتيجي الجمهوري والمستشار السابق في حملة الرئيس ترامب روب أرتليت:
- زيادة عدد المهاجرين خلال فترة حكم بايدن إلى 7.3 مليون شخص نتيجة تغيير سياسات الهجرة التي وضعها ترامب.
- اعتماد بايدن لسياسة فاشلة في تعامله مع قضية الهجرة.
- ضرورة تعزيز الحدود لضمان هجرة قانونية وشرعية إلى الولايات المتحدة.
- ضرورة تعزيز وتطبيق القانون بالتكنولوجيا والتمويل.
- بإمكان ملف الهجرة أن يساعد دونالد ترامب في الفوز بالانتخابات، باعتباره موضوعا مهما بالنسبة للأميركيين.
استطلاع رأي
من جهة ثانية، أظهر استطلاع رأي في الولايات المتحدة زيادة كبيرة في نسبة الأميركيين الذين يعدون الهجرة غير الشرعية تهديدا كبيرا يواجه البلاد، وجاء فيه:
- 28 % من المشاركين يعدون الهجرة غير الشرعية مشكلة رئيسية.
- 57 % من الجمهوريين يرون أنها أكبر المشاكل التي تواجه البلاد.
- 10 % من الديمقراطيين و22% من المستقلين يرون فيها مشكلة.
- 55 % من المشاركين يعتبرون أن المهاجرين غير الشرعيين تهديد كبير.
- 90 % من الجمهوريين يقولون إنها تهديد حيوي مقابل 20% من الديمقراطيين.
- 56 % من الأميركيين يؤيدون ترحيل المهاجرين غير الشرعيين بالقوة العسكرية.
- 44 % من الأميركيين يرون أن تدفق المهاجرين عبر الحدود أكبر فشل لإدارة بايدن.