تهدد الاحتجاجات الطلابية المشتعلة بمختلف الجامعات الأميركية منذ أسابيع دعما لغزة، حظوظ الرئيس الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المقررة بعد أشهر.
وتجري الآن مقارنات مع الاحتجاجات المناهضة لحرب فيتنام عام 1968، الدور الذي لعبته في خسارة الديمقراطيين منصب الرئاسة، مع تصاعد الاحتمالات لخسارة بايدن بسبب عدم اتخاذ موقف حاسم لوقف الحرب في غزة.
حرب فيتنام وهزيمة الديمقراطيين
يرى مدير المعهد العربي الأميركي من واشنطن الدكتور جيمس زغبي، أن ثمة تشابهات بين ما يحدث في الشارع السياسي الأميركي اليوم وما حدث إبان حرب فيتنام قبل عقود.
ويقول زغبي لـ"سكاي نيوز عربية"، إن استمرار الحرب في غزة قد يؤدي إلى انخفاض كبير في دعم الناخبين الشباب لبايدن، مما قد يشكل خطرا على فرص إعادة انتخابه.
كذلك يقارن الكاتب بين احتمال مقاطعة الناخبين الشباب لانتخابات 2024، وبين مقاطعة بعض الناخبين للانتخابات في عام 1968 بسبب حرب فيتنام.
وتزامنت حرب فيتنام مع فترة من الاضطرابات الاجتماعية والسياسية، حيث كانت هناك حركات احتجاجية قوية تدافع عن الحقوق المدنية وحقوق المرأة وحماية البيئة، و"نرى اليوم تداخلا بين حركات مناهضة للحرب مع حركات تدافع عن حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية"، بحسب الخبير الأميركي.
وقد لعب الطلاب دورا محوريا في كلا الحركتين الاحتجاجيتين، ففي الستينيات قاد الطلاب المعارضة لحرب فيتنام، واليوم ينشط الطلاب العرب وبعض اليهود في تنظيم الاحتجاجات ضد حرب غزة.
وينوه زغبي إلى أن البيت الأبيض الحالي يبدو غير مهتم بمخاوف المحتجين، على عكس بعض المسؤولين في ذلك الوقت الذين حاولوا التواصل مع الحركة المناهضة لحرب فيتنام.
جدل حول الاحتجاجات
تقول الخبيرة بالشؤون الدولية والسياسية إيرينا تسوكرمان لـ"سكاي نيوز عربية"، إن الاحتجاجات الطلابية أدت حتى الآن إلى اعتقالات جماعية، وتحقيقات متعددة في الكونغرس ووزارة التعليم، ونقاش ساخن في وسائل الإعلام حول الخطوط الحمراء التي تجاوزها العديد من هؤلاء الطلاب.
وأضافت: "تشمل الاحتجاجات الانتهاكات المنسقة لقواعد الجامعة، والتهديدات والترهيب لليهود والطلاب وأعضاء هيئة التدريس المؤيدين لإسرائيل، والإخلال بالنظام العام، والضغط من أجل المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، وهو ما ينتهك العديد من أحكام قانون الولاية، وقد يعيد إحياء النظر في قانون مكافحة المقاطعة الفيدرالي".
كيف تؤثر على الانتخابات؟
تتوقع تسوكرمان أن تقوم منظمات مختلفة بتوجيه تبرعاتها إلى المرشحين ولجان العمل السياسي التي تتخذ موقفا متشددا بشأن حملات القمع الجامعية، والتحقيقات في "الأموال المظلمة" التي تم ضخها في الاحتجاجات.
كما ترجح أن "يحاول ترامب أن ينسب الفضل إلى وجود بيئة تعليمية أكثر هدوءا في عهده (رغم أن هذه القضية في الجامعات كانت تتراكم منذ عقود)، في حين من المرجح أن يتجنب بايدن المواجهة المباشرة أو انتقاد الاحتجاجات أو يحاول إعطاء إشارة متوازنة لحقوق المتظاهرين في التعبير عن آرائهم، مع توبيخ التجاوزات والعنف والخطاب المتطرف من خلال تصريحات لا معنى لها إلى حد ما".
حظوظ بايدن
يرى السياسي الأميركي عضو الحزب الديمقراطي مهدي عفيفي، أن التظاهرات الطلابية من شأنها التأثير بعمق على نتائج الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل، خاصة مع استمرار دعم إدارة جو بايدن المطلق لإسرائيل.
ويقول عفيفي لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن المظاهرات الطلابية تعيد لأذهان الأميركيين بشكل كبير أحداث حرب فيتنام حين خسر الديمقراطيون الانتخابات الرئاسية بسبب الاحتجاجات الغاضبة من الحرب.
ويضيف: "يبدو أن شعبية جو بايدن في تهاوي مستمر بسبب الانحياز الواضح لإسرائيل وعدم اتخاذ أي خطوات جدية لوقف الحرب في غزة".
ويرى السياسي الأميركي أن التجاوزات التي أقدم عليها البعض لمحاولة قمع المتظاهرين تثير حفيظة وغضب الشارع الأميركي، ومن المتوقع انحياز القضاء لحرية الرأي والتعبير السلمي، وهذا أمر يؤثر بشكل مباشر على مسار الانتخابات ويثير حفيظة الناخبين بشكل كبير.
ماذا يحدث؟
- تشهد الجامعات الأميركية في الآونة الأخيرة موجة من الاحتجاجات الطلابية، بدأت في 18 أبريل من جامعة كولومبيا في مانهاتن بنيويورك، وسرعان ما توسعت لتشمل أكثر من 40 جامعة حتى الآن.
- تدعم الاحتجاجات فلسطين في أعقاب الصراع الأخير في غزة، وتندد بالهجمات الإسرائيلية.
- يتهم بعض منتقدي الاحتجاجات الطلاب بمعاداة السامية، بينما ينفي المشاركون في الاحتجاجات ذلك بشدة.
- تم اعتقال مئات الطلاب والأكاديميين خلال الاحتجاجات.
- وقعت بعض المواجهات بين المحتجين والشرطة، مما أسفر عن إصابات.
- حذرت بعض الجامعات الطلاب المعتصمين من إمكانية اتخاذ إجراءات تأديبية، بينما أعلنت جامعات أخرى دعمها لحق التعبير السلمي.