أفادت تقارير دولية بأن إيران أعربت عن استعدادها لحل الأزمة النووية مع الغرب، وذلك عبر رسالة نقلها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل عروسي، إلى الترويكا الأوروبية.
وناقش برنامج "التاسعة" على "سكاي نيوز عربية" مضمون هذه المبادرة، وسط تساؤلات حول مدى جديتها وما إذا كانت تهدف إلى التهدئة أو مجرد مناورة لتخفيف الضغوط الدولية.
ووفقًا لمصادر إيرانية، يرتبط استعداد طهران للتعاون برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
رسائل متضاربة من طهران
تحدث الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، عن التزام إيران بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإزالة أي غموض حول أنشطتها النووية.
في المقابل، أبدى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، موقفًا متشددًا، مؤكدًا أن طهران لن تخضع لأي ضغوط خلال المفاوضات.
وصرّح رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية، محمد إسلامي، بأن بلاده على استعداد لاتخاذ إجراءات حاسمة ضد أي محاولات لتقييد قدراتها النووية.
بدوره، أشار مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي إلى سعي الوكالة للحصول على إجابات وتأكيدات واضحة بشأن البرنامج النووي الإيراني
تحليل الموقف الإسرائيلي
واعتبر الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية نائل الزعبي، أن التصعيد الإيراني في الملف النووي يستهدف تحسين موقف طهران التفاوضي مع واشنطن.
ولفت الزعبي خلال حديثه لسكاي نييوز عربية إلى أن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، تؤكد أن تل أبيب لن تتردد في استخدام القوة إذا شعرت بأن طموحات إيران النووية تشكل تهديدًا لأمنها، مضيفًا أن إسرائيل ستظل في حالة تأهب دائم للتصدي لأي تقدم نووي إيراني.
التحديات الأميركية والتصعيد المحتمل
كما تطرق النقاش إلى موقف الإدارة الأميركية، خصوصًا في ظل عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وأوضح الزعبي أن سياسات ترامب السابقة تجاه إيران كانت تعتمد على العقوبات الشديدة، ومن المرجح أن تستمر على النهج نفسه إذا عاد إلى السلطة.
وأكد أن إسرائيل ستسعى لتأمين موقف أميركي متشدد، لضمان عدم تخفيف الضغوط على طهران.
الخيارات المتاحة: التفاوض أو التصعيد
وحذر من أن التصعيد الحالي قد يدفع الأطراف إلى مزيد من التعنت، مع مخاوف من أن يؤدي الجمود إلى مواجهة أوسع نطاقًا.، كما أشار إلى أن الحلول الدبلوماسية لا تزال ممكنة، إذا توفرت الإرادة السياسية لدى جميع الأطراف.
يشار إلى أن مستقبل الملف النووي الإيراني معقد ومليء بالتحديات، ويتطلب تحقيق توازن بين الضغوط الدولية وتطلعات إيران، ليبقى السؤال حول ما إذا كانت إيران ستتخذ خطوات جادة نحو التهدئة، أم أنها ستواصل المناورات السياسية لتعزيز مكاسبها الإقليمية والدولية.