انتهى عشاء حضره زعماء أوروبيون بشأن مستقبل أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بحالة من الغضب والاستياء خاصة لدى رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.
بحسب ما نشرت صحيفة "تايمز" البريطانية، فقد كان من المتوقع أن تتوج المحادثات بتعيين فون دير لاين لولاية ثانية، لكنها انتهت وسط مزاعم بأن ألمانيا وفرنسا سعتا إلى "تهميش" الزعيمة الإيطالية جورجيا ميلوني.
العشاء، الذي أقيم في بروكسل في المجلس الأوروبي مساء الاثنين، شهد عقد دونالد توسك الزعيم البولندي، وكيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس الوزراء اليوناني، اجتماعا كمفاوضين لحزب الشعب الأوروبي الكتلة الوسطية المحافظة التي جاءت في المرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية للاتحاد الأوروبي التي جرى التصويت عليها في الفترة بين السادس والتاسع من يونيو الجاري.
انضم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وألكسندر دي كرو رئيس الوزراء البلجيكي الليبرالي، إلى المحادثات مع أولاف شولتز، المستشار الألماني، وبيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي، بهدف إبرام صفقة سريعة بشأن فون دير لاين.
ومع ذلك، تُرك زعماء الكتلة الآخرون معلقين لمدة ثلاث ساعات، قبل تقديم عشاء متأخر لهم.
وتوترت الأعصاب بسرعة، وقال أحد المسؤولين: "لقد كان خطأ فادحا كان هناك إحباط كبير حيث حاول البعض اتخاذ قرار سريع دون مناقشة جميع تفاصيل الصفقة (إعادة تعيين أورسولا فون دير لاين كرئيسة للمفوضية الأوروبية) أو إشراك البعض في المناقشات".
بحسب الصحيفة، وصل غضب ميلوني إلى حد الجنون لأنها "قضت ساعات تنتظر بينما حاولت الأطراف الثلاثة الأخرى فرض صفقة باعتبار أنهم لا يحتاجون إليها".
وأضاف أحد الدبلوماسيين: "كانت هناك محاولة واضحة لعزل ميلوني. لقد صُدم العديد من القادة لأن الأمر يتعلق بإيطاليا - العضو المؤسس للاتحاد الأوروبي".
وتابع الدبلوماسي: "إنهم بحاجة إلى ميلوني؛ "هنا ينتهي الدرس الأول"، وذلك في إشارة الدور المتنامي لميلوني في الاتحاد الأوروبي.
وتم تأجيل أي اتفاق من قبل زعماء أوروبا بشأن ما إذا كانوا سيدعمون فون دير لاين، وأنطونيو كوستا، رئيس المجلس الأوروبي، وكاجا كالاس، كرئيسة للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، حتى 28 يونيو، قبل يومين فقط من الانتخابات البرلمانية الفرنسية المبكرة، والتي يخشى الكثيرون في الكتلة أن تشل عملية صنع القرار.
ومن أجل تأمين دعم ميلوني، وكذلك هولندا وهنغاريا وسلوفاكيا، سيتعين على الاتحاد الأوروبي الاتفاق على سياسات مثيرة للجدل بشأن الهجرة والبيئة.
ومن المتوقع أيضا أن تطالب ميلوني (والتي كانت سابقا من المعارضين للاتحاد الأوروبي والمطالبين بالخروج منه) بمناصب رئيسية لأشخاص مشككين في جدوى التكتل الأوروبي كنائب لرئيس المفوضية، حيث تدفع إيطاليا ودول أخرى نحو سياسات أكثر صرامة بشأن الحدود واللجوء.
وقد تعزز موقفها من خلال ميل الكفة إلى المحافظين والقوميين واليمين المتشكك في أوروبا في انتخابات الاتحاد الأوروبي قبل عشرة أيام.
وقال دبلوماسي مطلع على المناقشات: "الأمر لا يتعلق بالأسماء، بل يتعلق بالسياسة وأساليب العمل المعتادة، لقد غيرت الانتخابات التوازن".