أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استعداده لوقف الحرب في أوكرانيا بشرط الاعتراف بخطوط الجبهة الحالية كحدود روسية، وذلك رغم رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بدعم من المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين، لهذه الشروط.
وقال مصدر روسي رفيع المستوى عمل مع بوتين لـ"رويترز"، أن بوتين يستطيع القتال مهما استدعى الأمر، لكنه مستعد أيضا لوقف إطلاق النار وتجميد الحرب.
استعداد بوتين لوقف الحرب
ويرى بوتين أن الأراضي التي سيطرت عليها روسيا في أوكرانيا كافية لتحقيق نصر يمكنه التفاخر به، حيث أكدت مصادر مقربة من بوتين لرويترز أن بوتين مستعد "لتجميد" الحرب بهذه الشروط.
وتحتل روسيا حوالي 18% من أوكرانيا، بما في ذلك أجزاء من أربع مناطق في الجنوب الشرقي وهي دونيتسك ولوهانسك وزاباروجيا، وخيرسون، وفقا لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي.
في السياق نفسه، قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، لـ"رويترز" إن روسيا لا تريد "حربا أبدية"، مضيفا أن روسيا لن تعيد تلك الأراضي إلى أوكرانيا لأنها أصبحت جزءا من روسيا.
في المقابل، يعارض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شروط السلام الروسية ويرفض التفاوض مع بوتين، حيث سبق وأن أكد أن محاولات روسيا لضم الأراضي الأوكرانية تجعل من المستحيل التفاوض معها.
دلالات قرار بوتين
ووفق مركز "تريندز" للبحوث والاستشارات فإن قرار بوتين يستند على عدة معطيات من بينها:
- إدراكه -بوتين- أن روسيا حققت ما يكفي من النجاح لإنهاء القتال.
- سعيه لإظهار أنه نجح في تحقيق أهدافه العسكرية.
- حاجته للظهور أمام شعبه بأنه لا يريد استمرار الحرب ما يساعده في الحفاظ على شعبيته وتقليل المعارضة الداخلية.
- رغبته في استخدام الديناميكيات الحالية لتنمية روسيا، حيث يسعى مع ولايته الجديدة لاستغلال الوضع لتعزيز التنمية الاقتصادية في روسيا.
وتتمثل أهداف مقترح بوتين وفقا لمركز "تريندز" في:
- الحفاظ على المكاسب الإقليمية الحالية، وعدم التنازل عن الأراضي التي سيطرت عليها روسيا.
- تجنب موجة جديدة من التعبئة العسكرية، وذلك لتجنب انخفاض شعبيته.
- الحد من الإرهاق العسكري، الأمر الذي يساهم في تقليل مخاطر الحرب الممتدة.
- إحداث انقسامات داخل المعسكر الغربي، واستغلال التوترات بين الدول الغربية.
- استباق مؤتمر "السلام في أوكرانيا"، الذي تستضيفه سويسرا في يونيو القادم.
الحسابات المستقبلية
وتوقع مركز "تريندز" للبحوث عدم موافقة أوكرانيا والغرب على الشروط الروسية للتفاوض إلا بحلول نهاية 2024 على الأقل.
وأكد أن موسكو ستعمل على استغلال عدم تلبية تلك المطالب كذريعة لإعادة الهجوم في الوقت المناسب، مع احتفاظها بتفوقها في ساحة المعركة حتى نهاية 2024.
ومن المتوقع أن تستضيف سويسرا قمة سلام في الشهر المقبل، حيث يأمل زيلينسكي أن يحضرها حلفاء روسيا مثل الصين، رغم عدم دعوة المسؤولين الروس.
ويرتقب أن تناقش القمة خطة السلام التي اقترحها زيلينسكي، والتي تشمل عدة مطالب من بينها استعادة سلامة أراضي أوكرانيا وانسحاب القوات الروسية.