أعلن الإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي، وهو التنظيم الممثل للحركات الأزوادية التي تقاتل الحكومية المالية في شمال البلاد، حصيلة المعركة التي دارت الأسبوع الماضي وتمكن فيها من الانتصار على الجيش المالي وقوات "فاغنر" الروسية المساندة له.
وقال "الإطار الاستراتيجي"، في بيان حصل موقع "سكاي نيوز عربية" على نسخة منه، مساء الخميس، بأنه لم يفقد أيا من المواقع العسكرية التي كان يسيطر عليها منذ انسحابه الاستراتيجي من كيدال في نوفمبر 2023.
وأوضح البيان أن المعارك التي دارت بين قواته في 25 و26 و27 يوليو في محيط تينزواتين مع قوات النخبة في مجموعة "فاغنر" والقوات الخاصة للجيش المالي، أدت إلى تحييد جميع أرتال العدو بالكامل.
وكشف البيان عن حصيلة الخسائر التي تعرضت القوات المالية و"فاغنر"، حيث قتل 84 عنصرا من المجموعة الروسية، و47 من الجيش المالي، وتم نقل أكثر من ثلاثين بين قتيل وجريح بإصابة خطيرة جوا إلى كيدال، إضافة إلى بعض الجثث التي احترقت داخل المدرعات، وتم أسر 7 آخرين.
وعلى صعيد المعدات، دُمرت 6 مدرعات و6 مركبات نقل جنود وتحطمت مروحية، وتم الاستيلاء على 5 مدرعات، و5 آليات رباعية الدفع منها مركبة إسعاف، وصهريج وشاحنة نقل جنود كلها في حالة جيدة.
كذلك تم مصادرة 28 سلاحا ثقيلا وجماعيا، 137 سلاحا فرديا، 15 صاروخ "آر بي جي"، 8 قاذفات قنابل وكميات من الذخيرة ومعدات اتصال عسكرية.
وأكد "الإطار الاستراتيجي"، أن هذه الاشتباكات التي جرت بين قواته والتحالف المشكّل من قبل المجلس العسكري في باماكو بهدف تنفيذ عمليات تطهير عرقي لتفريغ أزواد من سكانها الأصليين والسيطرة على مواردها الطبيعية، قد تم تنفيذها بالكامل من قبل الأزواديين من البداية إلى النهاية.
كما أدان قصف موقع المدنيين والنازحين في تينزاواتين بواسطة طائرات بدون طيار بوركينية، مما أدى إلى مقتل أكثر من خمسين 50 شخصا من أصول نيجيرية، سودانية وتشادية للانتقام من هزيمة الجيش المالي و"فاغنر".
حراس الصحراء
عن الأحداث الأخيرة، قال ممثل تنسيقية الحركات الوطنية الأزوادية، سيد بن بيلا الفردي، إن أهم المكاسب التي تحققت من هذه المواجهة أنها "أول كسر لشوكة فاغنر في غرب إفريقيا، وهم أكبر هزيمة يتعرضون لها سواء في إفريقيا الوسطى أو ليبيا، وقد أثبتت لهم وللعالم أننا لسنا كما كانوا يعتقدون أننا رعاة تائهون في الصحراء وقتالنا سيكون مجرد نزهة".
وأضاف الفردي، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أننا "سنستبسل في الدفاع عن أرضنا وسنثبت للجميع أننا حراس الصحراء وقتالنا لن يكون نزهة لأحد، وقد كان مقاتلونا في أعلى درجات الاستعداد لقتال الماليين وفاغنر بسبب ما فعلوه في المواطنين الأزواديين بالقرى التي مروا عليها والانتهاكات التي ارتكبوها بحق المدنيين حين اقتحموا منازلهم وسرقوا طعامهم وملابسهم".
وتابع: "نحن مستعدون للدفاع عن أرضنا حتى آخر قطرة دم، ولن نخشى السلاح الحديث ولا الطائرات المسيرة، ولن يثنينا أحد في الدفاع عن أرضنا شعبنا وأعراضنا، والماليون يعرفون بحكم قتالنا معهم على مدار السنين أننا قادرون على هزيمتهم في كل وقت، ولم يتمكنوا في أي معركة من التفوق علينا، ولم يكن ليجرؤ على قتالنا إلا بمساعدة قوات فاغنر ومن قبلهم الفرنسيين".
وكشف الفردي أنه يتم توزيع أدلة الانتهاكات الموثقة التي أقدمت عليها القوات المالية و"فاغنر"، على منظمات حقوق الإنسان والدولية من أجل دعم وجود تحقيق دولي في هذه الانتهاكات وأخرها القصف على عمال تعدين الذهب شمال البلاد.