أظهر آخر استطلاع للرأي أجراه مركز هارفادر بالاشتراك مع مؤسسة هاريس، استمرار تقدم دونالد ترامب بست نقاط على الأقل على منافسه جو بايدن، فيما أكد استطلاع آخر في ولاية أريزونا أن المرشح الديمقراطي لمقعد مجلس الشيوخ يقدم أداء أفضل ويملك شعبية أوسع من المرشح الرئاسي بايدن.
وتثير هذه الأرقام مخاوف الحزب الديموقراطي الذي بدأت أصوات من داخله تشكك في قدرة الرئيس الحالي على منافسة ترامب وتحقيق فوز جديد في نوفمبر المقبل.
ووصل الفارق إلى 6 نقاط مئوية لصالح ترامب، مع ميل واضح لخمس من الولايات المتأرجحة لصالح ترامب أيضا.
تراجع بايدن
استطلاعات الرأي تشير إلى أن محاولةَ إعادة انتخاب بايدن لفترة رئاسية ثانية تمر بضائقة شديدة، فوفق الاستطلاع الذي أجْرته جامعة هارفارد، إذا جرت الانتخابات حاليا، سيحصل ترامب على 49 بالمئة من الأصوات، مقابل 43 بالمئة لبايدن، بينما عبَّر قرابة 8 بالمئة عن ترددهم في اختيارِ من سيمنحونَه أصواتَهم.
وفي حال خوضِ المرشح المستقل روبرت كينيدي السباق، سيأتي ترامب أيضا في المُقدمة، بنسبة 43 بالمئة.
إشكالية أخرى يمثلها بايدن للديمقراطيين، وهي تأثيره السلبي المحتمل على مرشحي الحزب لمجلس الشيوخ، حيث تُظهر استطلاعات، أن مرشح الحزب للمجلس في ولاية أريزونا يتفوق على بايدن، بحصوله على 48 بالمئة من الأصوات مقابل 47 لبايدن.
الأمر على العكس تماما في المعسكر الجمهوري في الولاية نفسها حيث تعطي الاستطلاعات ترامب نسبةَ 52 بالمئة، ويليه بفارق كبير مرشحُ الحزب للشيوخ بحصوله على نسبة 36 بالمئة.
وتتوافق نتائج الاستطلاع تقريبا مع استطلاع آخر جرَى في أبريل الماضي وأظهر تقدمَ ترامب بنسبة 5 بالمئة.
استطلاع آخَر أجْرته نيويورك تايمز، يظهر أن ترامب يتقدم على بايدن في خمس ولاياتٍ من بين 6 ولايات متأرجحة.
ويرى الباحث والخبير الاستراتيجي الديمقراطي فيكتور لاغرون أن الديمقراطيين ليسوا مترددين ولا نادمين على اختيار بايدن كمرشح أساسي للحزب الديمقراطي وهم واعون بما يجب عليهم فعله والولايات التي يجب أن يركزوا عليها.
وأضاف لاغرون في حديثه لبرنامج أميركا اليوم على "سكاي نيوز عربية" ان الديمقراطيين يدركون التحديات التي يواجهونها ولا تزال هناك أشهر قبل نوفمبر، ويعرفون أن هناك معارك سيخوضونها ويدركون كيف سيتصرفون في الشهرين المقبلين.
جولات بايدن
فيكتور يؤكد أن هناك تحديات تنتظر بايدن لتحسين موقعه في استطلاعات الرأي، مبينا أن هناك فرصة في عدد من الولايات مثل جورجيا، مشيرا إلى أن الرئيس بايدن يتواصل مع الناخبين لوقت طويل وينتظره عمل لإقناع الطلاب الذين يريدون سياسات تقدمية أكثر من البيت الأبيض.
كما بين أن بايدن يقوم بجولات في ولاية ميتشيغن من أجل مخاطبة الأميركيين من أصول إفريقية أنه يصغي إلى مخاوفهم، وفي الوقت نفسه الحكومة الأميركية تريد أن تنهج سياسية منطقية من أجل تبديد مخاوف العديد من الأميركيين وخصوصا فيما يتعلق بالعلاقات مع حلفاء كإسرائيل.
وشدد الباحث الديمقراطي على أهمية أن يقوم بايدن بأعمال وأنشطة خلال الستة أشهر المقبلة، مبينا أن الفارق وصل إلى 6 نقاط في ولاية مثل أريزونا لكن هناك العديد من الحلفاء الديمقراطيين والساس الذين يذهبون هناك ويتحدثون عن النجاحات ويقنعون الناخبين من أجل التصويت مرة أخرى لصالح بايدن.
الحديث عن النجاحات
الخبير الإستراتيجي يرى أن الأولوية في الوقت الحالي هي الحديث عن نجاحات بايدن لا سيما في البنية التحتية التي استثمر فيها كثيرا، وكذلك توفير وظائف أكثر، ومحاولة إيجاد حل للولايات التي فيها تحديات مثل أوهايو وميشيغن وحدثت بها إنجازات.
وقال فيكتور: "أعتقد أن الرئيس بايدن سيواصل الحديث عن الأشياء التي أنجزها في فترة ولايته، وسيتحدث كذلك عن المستقبل كيف ستكون أميركا في الأربع سنوات المقبلة والعشر سنوات المقبلة".
كما يؤكد أن ترامب يواجه أيضا تحديات مثل المحاكمات التي قد يدان فيها وقد لا يدان لكن بايدن لن يراهن على أي شيء وسيواصل حديثه للأميركيين، ويتحدث عن الاقتصاد وعن وضعه في الحياة اليومية، وعن الحدود وما هي السياسات التي يجب الحديث عنها من أجل أن يكون هناك اعتناء بالأشخاص الذين يأتون إلى أميركا وكذلك أن يكون هناك احترام لنظام الهجرة.
وشدد على أن الإدارة الحالية سجلت إنجازا إضافيا من خلال خلق الوظائف والتكنولوجيا مبينا أنه يجب التركيز على الطلبة والشباب في الجامعات حتى يكون لهم مكان في الاقتصاد الأميركي وفي الفرص الاستثمارية التي سيجدونها بعد التخرج من الجامعات، وسركز الرئيس على كيفية جعل الأميركيين يستفيدون مما تحقق في الأربع سنوات في ولايته وأن يقارنوا ذلك بما فعله ترامب بالنسبة للاقتصاد.