شهدت سوريا تصعيداً جديداً في المعارك بمحافظتي حلب وإدلب، وسط تصريحات متبادلة بين الأطراف الفاعلة في المنطقة.
الرئيس السوري بشار الأسد وجه رسالة حادة للولايات المتحدة، متّهماً إياها بالسعي لتقسيم المنطقة وزعزعة استقرارها.
من جهتها، أكدت روسيا وإيران دعمهما غير المشروط لسوريا في مواجهة الجماعات المسلحة. فيما شهدت تركيا وإيران تباينات حول الحلول المطروحة للوضع السوري.
الأسد يتهم الغرب بتقسيم المنطقة
في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، أشار الأسد إلى أن التصعيد الجاري يعكس أهدافاً غربية بعيدة المدى تهدف إلى تقسيم المنطقة.
وقال الأسد: "التصعيد لن يزيدنا إلا إصراراً على مواجهة الإرهاب والقضاء عليه".
من جانبه، أكد بزشكيان أن "إيران ترفض المساس بوحدة سوريا واستقرارها، وتعتبر ذلك تهديداً للمنطقة بأكملها".
روسيا وإيران.. دعم غير مشروط لسوريا
أكد بيان صادر عن الكرملين أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بزشكيان شددا على دعمهما الكامل لسوريا في مواجهة الهجمات المسلحة.
وأوضح البيان أن "الهجمات تهدف إلى تقويض سيادة سوريا واستقرارها، وأن التنسيق سيستمر ضمن مسار أستانا لتحقيق استقرار طويل الأمد".
وأشارت مراسلتنا من موسكو، أريج محمد، إلى أن "روسيا تكثف اتصالاتها مع إيران وتركيا لدفع جهود التسوية السياسية، بما في ذلك التحضير للقاء ثلاثي محتمل بين وزراء خارجية الدول الثلاث".
الموقف التركي.. وساطة مشروطة
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان حذّر من أي تدخل خارجي في سوريا، مؤكداً استعداد أنقرة للعب دور الوسيط بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة.
وقال فيدان: "النظام السوري يتحمل مسؤولية التصعيد بسبب رفضه التوصل إلى تفاهمات".
في المقابل، أقر وزير الخارجية الإيراني بوجود خلافات مع تركيا حول كيفية التعامل مع التصعيد، مشيراً إلى أن "إيران ترى في هذا التطور تهديداً لأمن المنطقة ككل".
الخلافات الإقليمية
ناقشت النشرة الاختلافات بين أنقرة وطهران بشأن ملف الجماعات المسلحة، حيث أكد الباحث التركي مهند حافظ أوغلو لسكاي نيوز عربية أن "إيران تسعى لتعزيز نفوذها في سوريا، بينما تحاول تركيا تأمين حدودها من خطر التنظيمات الإرهابية".
وأضاف أن "طهران تخشى من إقصائها من مسار الحل السوري لصالح تفاهمات ثنائية بين أنقرة وموسكو".
التداعيات الإقليمية والدولية
تزايد التصعيد في شمال سوريا يثير القلق بشأن تداعياته على استقرار المنطقة، حيث أكد أوغلو أن "استمرار القتال قد يؤدي إلى مزيد من النزوح ويعقد الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي شامل".
وأشار أوغلو إلى أن "تركيا مستعدة لرعاية مصالحة بين المعارضة والنظام، لكنها لن تدعم أي اتفاق لا يضمن مصالحها الأمنية والاقتصادية".