ضمن تطورات المشهد السوري، كشفت مصادر عراقية لسكاي نيوز عربية عن إرسال إيران عشرات المقاتلين من الفصائل العراقية والحرس الثوري إلى سوريا عبر الجو.
هذه التحركات أثارت تساؤلات عديدة حول أبعاد التصعيد الإيراني وتداعياته، خاصة مع استمرار المراقبة الإسرائيلية لمنع وصول الأسلحة الإيرانية إلى المنطقة.
غرفة الأخبار، استضافت الخبير العسكري والاستراتيجي أحمد الشريفي من بغداد لتحليل الموقف وتسليط الضوء على تداعيات هذه التحركات.
النفوذ الإيراني.. دعم أم تصعيد؟
تناول النقاش أبعاد التحركات الإيرانية الأخيرة، حيث أشار أحمد الشريفي إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار صراع النفوذ الإقليمي الذي تزايدت حدته بعد أحداث غزة الأخيرة.
وأوضح أن إيران تسعى للحفاظ على وجودها العسكري في سوريا كجزء من "محور المقاومة"، مشيرًا إلى أن أي تصدع في النظام السوري قد يقطع خطوط الإمداد اللوجستي التي تعتمد عليها الفصائل الموالية لطهران.
إسرائيل.. المراقبة والتحذيرات
أكد الشريفي أن إسرائيل تراقب الوضع عن كثب، محذرة من وصول الأسلحة الإيرانية إلى المنطقة.
وأشار إلى أن أي تحركات على الحدود العراقية السورية قد تعطي ذريعة لإسرائيل لاستهداف مراكز الدعم اللوجستي في العراق وسوريا.
وأضاف أن أي استهداف إسرائيلي داخل العراق قد يؤدي إلى أزمة سياسية كبيرة، خصوصا مع التزامات الحكومة العراقية بحصر السلاح بيد الدولة والابتعاد عن الصراعات الإقليمية.
تحديات العراق على الحدود
ناقش الشريفي قدرة الجيش العراقي على تأمين الحدود الطويلة مع سوريا، مشيرًا إلى أن الحدود العراقية السورية تمتد لأكثر من 600 كيلومتر، ورغم الإجراءات الاحترازية، أكد الشريفي أن التحدي الأكبر يكمن في الفصائل المسلحة غير المرتبطة بالمؤسسة العسكرية الرسمية، والتي قد تعبر الحدود لدعم النفوذ الإيراني.
وأوضح أن هذا التحرك قد يعرض العراق لضغوط دولية كبيرة، وقد يؤدي إلى ضربات إسرائيلية تستهدف مراكز القيادة والسيطرة لهذه الفصائل.
مستقبل النظام السوري.. التغيير أم الصمود؟
حول مستقبل الأوضاع في سوريا، أشار الشريفي إلى أن النظام السوري يواجه ضغوطًا كبيرة نتيجة تراجع الدعم الروسي والإيراني. وتوقع أن تشهد سوريا تغييرات سياسية قادمة، ربما نحو نظام فيدرالي يعيد توزيع السلطة على أسس جغرافية وديموغرافية.
وأكد أن استمرار استخدام التنظيمات المسلحة لطائرات مسيّرة وانتحارية يزيد من إنهاك الجيش السوري، الذي يعاني من ضعف في قدراته القتالية.
دور القوى الدولية والإقليمية
أشار الشريفي إلى أن الصراع السوري أصبح ساحة لتصفية الحسابات بين قوى دولية وإقليمية، بما في ذلك روسيا، الولايات المتحدة، تركيا، وإيران. وتوقع أن تكون هناك تسوية سياسية قادمة بوساطة دولية، تتضمن تغييرًا في بنية النظام السوري.
سيناريوهات مفتوحة
يبقى المشهد السوري معقدًا، حيث تتقاطع فيه مصالح القوى الإقليمية والدولية. ومع استمرار التحركات الإيرانية والمراقبة الإسرائيلية، يظل مستقبل سوريا مفتوحًا على جميع السيناريوهات، من التصعيد العسكري إلى التسويات السياسية.