بعد صافرة الحكم بنهاية مباراة موريتانيا والجزائر في الجولة الأخيرة من دور مجموعات بطولة أمم إفريقيا بكوت دفوار، ضجت شوارع العاصمة نواكشوط احتفالا واحتفاء بأول فوز للمرابطين في هذه البطولة، أهلهم إلى ثمن نهائي الكان.
وخرج آلاف الموريتانيين في الشوارع بسياراتهم، في حين خرج الركاب من نوافذ السيارات يحملون الأعلام الموريتانية، ويصرخون "المرابطون، فنحن "أمام حلم لا طال انتظاره، لقد تأهلنها إلى ثمن النهائي لأول مرة في التاريخ"، يقول الأمانه ولد سيدي.
ويضيف ولد سيدي في حديث لموقع سكاي نيوز عربية: "هذه الليلة لا يمكننا النوم، لقد أصبحنا أمة من أمم كرة القدم."
وخرج محمدن ولد الشيخ رفقة أفراد من عائلته بسيارته احتفالا بهذا الفوز التاريخي، ووضع أعلاما موريتانية على سيارته، تصدح من مذياعها أغنية تشيجعية "للمنتخب الموريتاني"، وسط تفاعل كبير من أطفاله.
ويقول ولد الشيخ: "لقد تراكمت علي أنواع الضغوط، حين أضاف الحكم 11 دقيقة وقت بدل ضائع، كانت أصعب لحظة وأطولها عشتها حتى الآن، لم أصدق أننا تأهلنا على حساب بطل نسخة 2019، نحن ممتنون للحارس بابكر انياس الذي حافظ على أحلام أكثر من 4 ملايين شخص."
لم تقتصر الاحتفالات على الرجال فقط، فقد خرج الموريتانيون برجالهم ونسائهم وأطفالهم في الشوارع، حتى وقت متأخر من الليل، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بالتهاني والإشادة بأداء لاعبي المنتخب.
سلمى بنت إبراهيم التي لا تتبابع كرة القدم، خرجت هي الأخرى رفقة عائلتها في الشوارع، في حين "يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني، لا يمكن لأي أحد أن يتخلف عن الدعم والمساندة"، كما تقول.
وتضيف لموقع سكاي نيوز عربية: "لا أتابع كرة القدم، لكنني شاهدت جميع المبارايات للمنتخب، وسأتابع مشواره في هذه البطولة، فكرة القدم هي أجمل شيء، وهي التي توحد جميع مكونات الشعب، وتبعث السرور."
بصوت مبحوح إثر الصراخ، يقول العمدة يحفظو لموقع سكاي نيوز عربية: " لقد كنا نشجع المنتخبات العربية في النسخ الماضية، لأننا لا نملك فريق ينافس كبار منتخبات القارة السمراء، كنا عرضة للسخرية حين يتعلق الأمر بكرة القدم، نحن الآن أقصينا الجزائر، وفرضنا احترامنا على الجميع، وسنتجاوز الرأس الأخضر في الدور المقبل، نحن قادرون."
تفاعل رسمي
بعد ساعات من الاحتفالات والصخب داخل نواكشوط، غرد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني على موقع إكس (تويتر سابقا)، مهنئا منتخب "المرابطون" بهذا الفوز التاريخي.
وقال ولد الغزواني في تغريدته: "لقد كان الفوز نتيجة أداء رائع وجهد جماعي وروح وطنية عالية.. واصلوا فكل الشعب معكم."
وأجرى ولد الغزواني، اتصالاً هاتفياً، بالصوت والصورة، ببعثة المنتخب الوطني المقيمة بمدينة بواكي الإيفوارية، وهنأهم على الفوز.
وأكد ولد الغزواني، أن "الشعب الموريتاني الكريم يستحق هذه الفرحة التي دخلت كل بيت في ربوع الوطن العزيز"، بحسب بيان الاتحاد الموريتاني لكرة القدم.
ونزل عدد من أعضاء الحكومة، والسياسيين إلى الشارع رفقة المحتفلين بهذا الإنجاز الكروي غير المسبوق.
سيناريو يتتكرر
سناريو تأهل المنتخب الموريتاني إلى ثمن نهائي كأس أمم إفريقيا، هو نفس السيناريو الذي حققه المدرب أمير عبدو مع منتخب جزر القمر في كان 2022.
فخلال مباراته الأولى خسر أمام المنتخب الغابوني، بينما خسر الثانية أمام المغرب، في حين تأهل إلى دور الثاني بعد فوزه على غانا في الجولة الأخيرة.
وخلال النسخة الجارية من "الكان"، خسر مع موريتانيا المباراة الأولى أمام بوركينا فاسو، في حين خسر الثانية من أنغولا، قبل أن يفوز على الجزائر في الجولة الأخيرة، محققا أولا ثلاث نقاط لموريتانيا، وأول تأهل، خلال المشاركة الثالثة على التوالي في هذه البطولة.
وتنتظر الجماهير الموريتانية، أول مباراة لفريقهم في ثمن نهائي كأس أمم إفريقيا يوم 29 من شهر يناير الجاري، أمام الرأس الأخضر، على أمل أن يواصل المنتخب المغامرات في هذه البطولة.