أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الثلاثاء عن إجراءات تنفيذية جديدة تهدف إلى معالجة تزايد أعداد المهاجرين الذين يعبرون الحدود الجنوبية للولايات المتحدة بشكل غير قانوني من خلال وضع قيود جديدة على الأشخاص المسموح لهم بطلب اللجوء، وذلك لسد ثغرة انتخابية يستغلها منافسه الرئيس السابق دونالد ترامب.
وتحدث بايدن من البيت الأبيض عن الإجراء الجديد، الذي قالت إدارته إنه سيحقق إصلاحات الهجرة التي عجز المشرعون عن تحقيقها.
وقال بايدن: "لقد جئت إلى هنا اليوم لأقوم بما يرفض الجمهوريون في الكونغرس القيام به: اتخاذ الخطوات اللازمة لتأمين حدودنا".
وكان محاطًا بالعديد من المسؤولين، بما في ذلك وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس ومشرعون محليون يتعاملون مع قضايا الحدود.
ونظرًا لأن أعداد العابرين غير القانونيين تكون في أكثر الأحيان أعلى من هذا الحد، فمن الممكن تنفيذ إغلاق الحدود على الفور، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الأميركية. وبموجب هذا الإجراء، سيُسمح لطالبي اللجوء بالدخول مرة أخرى بمجرد انخفاض الأعداد إلى أقل من 1500 يوميًا.
ويعد القرار من أصعب القرارات التي يتخذها رئيس ديموقراطي على الإطلاق، وستجعله يقترب من سياسات الهجرة التي يدافع عنها الجمهوري ترامب، وسط استطلاعات الرأي التي تظهر أن القضية تؤثر بشدة على فرص إعادة انتخاب بايدن في نوفمبر.
العفو الرئاسي
قبل صدوره، أعلنت حملة ترامب رفضها للأمر التنفيذي ووصفته بأنه "من أجل العفو وليس لصيانة أمن الحدود". وكررت في بيانها ادعاءات ترامب المتكررة بأن المهاجرين غير الشرعيين مسؤولون عن تصاعد جرائم العنف، وهو ادعاء لا تدعمه أي بيانات نشرتها الشرطة أو مراكز أكاديمية رئيسية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار الاثنين "ما يمكنني قوله هو أننا نبحث باستمرار ودائماً في جميع الخيارات لمحاولة التعامل حقيقة مع نظام الهجرة، وهو نظام معطل منذ عقود".
وألقت جان بيار باللوم على الجمهوريين في الكونغرس لرفضهم التعاون ومنع صرف مليارات الدولارات للحدود حاول الرئيس الحصول عليها ضمن رزمة تضمنت أموالا لأوكرانيا وإسرائيل.
وقالت "لقد اختاروا التمسك بالسياسة الحزبية" على التعاون.
خطاب ترامب
يهدف بايدن إلى إضعاف هجمات الجمهوريين وجذب الناخبين القلقين بشأن الوضع على الحدود. لكن خطته ستثير غضب الديموقراطيين اليساريين ومن شبه المؤكد أن جماعات الحقوق المدنية ستطعن فيها أمام المحكمة.
عبر أكثر من 2,4 مليون مهاجر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة في عام 2023 وحده، معظمهم من أميركا الوسطى وفنزويلا. هرب هؤلاء من الفقر والعنف والكوارث التي تفاقمت بسبب تغير المناخ. وتسافر أعداد متزايدة من المهاجرين من أجزاء أخرى من العالم إلى أميركا اللاتينية ثم تتجه شمالًا إلى الولايات المتحدة.
وارتفع عدد المهاجرين إلى مستوى قياسي بلغ 10 آلاف يوميا في ديسمبر. ومع أنه انخفض بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، تظهر استطلاعات الرأي أن هذه القضية هي واحدة من أكبر المشكلات التي يواجهها بايدن في الانتخابات.
حاول ترامب خلال ولايته بناء جدار على الحدود المكسيكية وكثف بشكل كبير خطابه المناهض للهجرة بينما يسعى للعودة إلى البيت الأبيض. وتحدث مراراً وتكراراً عن المهاجرين الذين "يسممون دماء" الولايات المتحدة، وقال إنه سينفذ أكبر عملية ترحيل للمهاجرين في التاريخ بمجرد توليه منصبه.
بدورها، حاولت إدارة بايدن الحد من عمليات العبور من خلال العمل مع المكسيك ودول أخرى للحد من تدفقات المهاجرين من خلال تطبيق القانون والحوافز الاقتصادية، لكن استطلاعات الرأي تظهر أن الناخبين لا يعتقدون أنه يفعل ما يكفي.
وفي حال صدوره، سيأتي إعلان الرئيس الأميركي بعد يوم من تحدثه مع كلاوديا شينباوم، أول رئيسة منتخبة للمكسيك، ليقدم لها التهاني ويتعهد "بشراكة قوية وتعاونية" معها.