يحظى الخبز بأنواعه الغنية بمكانة مهمة عند الأتراك طوال العام، لكن نوعاً واحداً منه تم تخصيصه لشهر رمضان، وهو خبز البِيدا.
عرف الأتراك خبز البيدا من المصريين في القرن الـ14، حيث يتم إعداده بطريقة تحاكي الأفران القديمة وهذا يمنحه شكلاً ومذاقاً خاصاً.
ويروي أحد الخبازين لـ"سكاي نيوز عربية" قصة هذا الخبز الذي عرفه الأتراك عن المصريين قبل عدة قرون قائلا: "شهر رمضان لديه أهمية كبيرة بالنسبة لنا نحن الخبازين.. ليس مبالغة إذا قلت إن الحماس لدينا يبدأ قبل شهر رمضان بخمسة أو ستة أشهر، حيث نبدأ بالتخطيط والاستعداد لصنع المخبوزات الخاصة بهذا الشهر الفضيل وفي مقدمتها خبز بيدا".
ويضيف قائلا: "يعود تاريخ خبز بيدا للقرن الرابع عشر أو الخامس عشر، وقد استُلهم من المصريين الذين كانوا مختصين فيه، وفي القرن السادس عشر والسابع عشر بدأ خبز بيدا في التسلل إلى المطبخ العثماني، ثم صار صنعه مقترناً بشهر رمضان".
وعن طريقة صنع خبز البيدا يقول أحد الخبازين: طريقة صنع عجينة البيدا تختلف عن باقي أنواع الخبز.. فنحن هنا نضيف الخميرة الحامضة التقليدية، ونجعل عجينته ناعمةً بشكل ملحوظ، وذات لمعة، وقبل الخبيز، ثمة لمسات لا بد منها؛ لدينا خطوة تميز النوع السادة عن النوع الذي يحتوي على البيض ثم تأتي خطوة الخبيز حيث يتم إحماء الفرن، ونبدأ بإدخال أقراص البيدا ليتجمع الناس لشرائه بعد أن جذبتهم الرائحة التي يحبونها ويعرفون أنه بات بإمكانهم الحصول على خبز بيدا لتزيين مائدة إفطارهم أو سحورهم، فالبيدا بالنسبة لكل أسرة تركية، هي شيء أساسي في مائدة رمضان".