تتجه أنظار الأميركيين إلى ولاية واحدة فقط من أصل 50 ولاية، ألا وهي ولاية نيوهامشير، وذلك لمعرفة هوية المرشحيْن الرئيسيين عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي، اللذين سيتنافسان في الانتخابات العامة للوصول إلى البيت الأبيض في شهر نوفمبر 2024.
على مستوى الحزب الجمهوري، تبدو حظوظ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب هي الأوفر، فلم تتمكن أكثر من 90 تهمة وجهت له في القضاء من النيل من شعبيته في نيوهامشير، بل على العكس مع كل تهمة جديدة كانت استطلاعات الرأي تقول أمرا واحدا: ترامب يزداد شعبية وقبولا عند الأميركيين، خاصة الناخبين الجمهوريين،>
وأظهرت آخر استطلاعات الرأي التي أجريت في ولاية نيوهامشير تحديدا تقدمه على منافسه،سواء نيكي هيلي مندوبة الولايات المتحدة السابقة في الأمم المتحدة ، والحاكمة السابقة لولاية ساوث كارولاينا، أو رون ديسانتس حاكم ولاية فلوريدا، ذات الحجم الانتخابي الكبير.
تشير الأرقام في نيوهامشير إلى أن ترامب يحظى بتأييد 50 في المئة من أصوات الناخبين هنا، مقابل 39 في المئة لأقرب منافسيه، نيكي هيلي التي تسعى لانتزاع فوز مصيري في هذه الولاية بعد خسارتها في ولاية آيوا، وحلولها في المرتبة الثالثة بفارق شاسع عن ترامب.
وفي حالة خسارة هيلي لهذه الولاية أيضا، قد تنتهي حظوظها مبكرا في حملتها الانتخابية، وأما وإن حصل غير المتوقع، وانتزعت انتصارا من ترامب، فإنها ستعود بقوة إلى السباق، لانتزاع بطاقة الترشح الحزبي، قبيل الثلاثاء الكبير في شهر مارس المقبل.
تدني شعبية ديسانتس
في المقابل، تعاني حملة ديسانتس بشدة في ولاية نيوهامشير في ظل تدني شعبية حاكم فلوريدا بشكل واضح هنا، فقد حلّ في استطلاعات الرأي الأخيرة في المرتبة الثالثة والأخيرة بعد ترامب وهيلي، بحصوله فقط على ست نقاط، ما يضعه تقريبا خارج السباق ، لو صدقت هذه الأرقام ، يوم الاقتراع.
خصوصية في الاهتمامات
أما عن القضايا التي تشغل بال المرشحين في ولاية نيوهامشير، فتتصدر الهجرة، تليها الديمقراطية والدستور الأميركي، وتتراجع القضايا الاقتصادية إلى مراتب متأخرة.
ويأتي ذلك على عكس الحالة الشعبية في عموم البلاد، حيث تتصدر تكاليف المعيشة المقام الأول دون منازع على الإطلاق، وهو ما يبدو مفهوما في ظل تدني الأسعار وانخفاضها في هذه الولاية بشكل واضح مقارنة بغيرها من الولايات، من ناحية أسعار الوقود والمواد الغذائية.
فرصة ترامب
من ناحية أخرى، تبدو هذه الولاية كفرصة سانحة وكبيرة لنيكي هيلي منافسة ترامب على زعامة الحزب الجمهوري، وذلك لسبب بسيط، يتعلق بالتقنية الانتخابية هنا، حيث يسمح للناخبين المستقلين أو غير المعلنين عن إنتمائهم الحزبي، أن يشاركوا في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري وأن يدلوا بأصواتهم، وهي الشريحة الانتخابية التي تحظى فيها هيلي بتأييد شعبي كبير وفقا لاستطلاعات الرأي.
في المقابل، وعلى الجهة الثانية، معسكر الديمقراطيين، فلم يطرح اسم الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن بشكل رسمي على بطاقة الاقتراع، بسبب أمور تقنية داخلية تتعلق بترتيب موعد التصويت الخاص بولاية نيوهامشير، ما تسبب بنزاع حول هذه النقطة، وهو ما يفسح المجال أمام سكان نيوهامشير أن يضيفوا اسم بايدن بشكل شخصي، وهو أمر خاص بالنظام الانتخابي الأميركي، حيث يمكن للناخب أن يضيف اسم مرشحه لو لم يكن مطروحا على الورقة الانتخابية.
وقد أظهرت استطلاعات الرأي تقدم بايدن في نيوهامشير عن طريق هذه الحيلة الانتخابية إن صح وصفها بذلك، بنسبة 60 في المئة، بينما حلَّ النائب الديمقراطي دين فيلبس خلفه بفارق كبير، بحصوله على عشرة في المئة فقط ، وأخيرا المرشحة "ماريان ويليامسن" بتسعة في المئة.